هل كان بالإمكان أن يتكرر المشهد ويحصل الدكتور أحمد زويل على جائزة نوبل ثانية
د/ أحمد بن حامد
الغامدي
تم قبل عدة أيام
الاعلان عن اسماء الفائزين بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2017 وهو خبر مر مرور
الكرام على أغلب وسائل الاعلام العربية. ما يهمنا كعرب في هذا الموضوع أن الجائزة
لهذا العام تم منحها لعلماء وباحثين رواد في مجال (تجميد الجزيئات الحيوية بتقنية Cryo electron microscopy ) وهذا المجال العلمي بالذات
هو ما كان يشغل ذهن ووقت العالم العربي الكبير أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في
الكيمياء عام 1999 .
في مناسبات
صحفية عديدة وفي بعض اللقاءات التلفزيونية عندما كان الدكتور أحمد زويل يُسأل هل
سوف يحصل على جائزة نوبل مرة أخرى كان يكرر أنه يعمل حاليا في مجال علمي بالغ
التقدم وعلى درجة عالية من الاهمية في علوم الطب والعقاقير الصيدلانية وهو ما كان
يسميه تقنية (التصوير الميكروسكوبي الالكتروني رباعي الابعاد ) ولهذا كان الدكتور
زويل يتوقع بكل ثقة حصوله على جائزة ثانية من جوائز نوبل. ودلالة على الريادة
العلمية للدكتور زويل في هذا المجال البحثي فقد قد ألف كتاب علمي ذائع الانتشار
أسمه (4D electron microscopy) والذي تم نشره عام 2009ميلادي.
في الوقت الحالي
يعتبر مؤتمر الجمعية الاوروبية للعلوم الكيميائية والجزيئية EuChemMS أهم مؤتمر وتجمع علمي في
مجال علوم الكيمياء وتخطىت أهميته بمراحل أهمية
مؤتمر الاتحاد الدولي للكيمياء العامة والبحتة (IUPAC Congress) وقد تم عقد أول مؤتمر لـ EuChemMS في عام 2006 في مدينة
بودابست الهنغارية. وبالرغم من حرصي في حينها لحضور هذا المؤتمر المميز إلا أن
تأخر اصدار تأشيرة الدخول من السفارة الهنغارية في الرياض حرمني من مشاهدة الدكتور
أحمد زويل وهو يحاضر في هذا المؤتمر. لقد تم الاعلان مسبقا بأن هذا المؤتمر سوف
يشارك فيه ستة علماء ممن حصلوا على جائزة نوبل في الكيمياء وكدلالة على المكانة
العلمية للدكتور أحمد زويل كانت المحاضرة الافتتاحية الأولى لهذا المؤتمر المميز
من نصيب الدكتور أحمد زويل حيث كان عنوانها: تقنية الميكروسكوب الالكتروني رباعية
الابعاد .. التصوير بالمكان والزمان (4d
electron microscopy: imaging in space and time).
لا شك أن قيام
الدكتور أحمد زويل بإلقاء محاضرة افتتاحية أمام عدد كبير من أشهر وأبرز علماء
الكيمياء واختياره لموضوع المحاضرة عن تقنية التصوير الميمروسكوبي الالكتروني
الرباعية الابعاد دلالة حاسمة لريادته في هذا المجال العلمي الذي تم منح جائزة
نوبل للكيمياء لعام 2017 في هذا الحقل العلمي المتقدم.
والعلم عند الله
هل لو كان الدكتور أحمد زويل ما زال حيا بيننا اليوم هل كان سوف يتم اشراكه مع
الفائزين بهذه الجائزة أم لا ولكن ما يجدر التنبيه له أن الدكتور أحمد زويل في
مناسبات عديدة كان يعبر بأسلوب الواثق من مكانته العلمية أن جائزة نوبل ثانية في
طريقها إليه.
من غرائب الصدف
أن الدكتور أحمد زويل توفي قبل سنه واحدة وبذا (ربما) حرم من جائزة نوبل ثانية في
الكيمياء وكذلك في الايام الماضية أثير نقاش في المجتمع العلمي عن تكرر مأساة
مشابه حيث توفي عالم الفيزياء السويدي دريفر مات قبل عدة شهور فقط من منح جائزة
نوبل للفيزياء لهذا العام لثلاثة علماء أمريكان حصلوا عليها في مجال (أثبات وجود
موجات الجاذبية) ولهذا أثير النقاش هل لو كان الدكتور دريفر مات ما زال علي قيد
الحياة هل كان سوف يشاركهم في الجائزة أم لا.
رحم الله
الدكتور أحمد زويل وغفر له ذنبه وتجاوز عنه فلو كان على قيد الحياة بيننا لربما
أدخل شيء من البهجة للشعوب العربية وخصوصا للشعب المصري الشقيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق