لجان التحكيم .. بين المطرقة والسندان
د/ أحمد بن حامد
الغامدي
ينقل عن الاديب
الانجليزي صمويل جونسون قوله (يتوق كل من يؤلف كتاباً إلى المديح، أما من يصنف
قاموساً فحسبه أن ينجو من اللّوم) وعلى نفس هذا النسق لعلي أعدل مقولته الحكيمة
لتصبح (يتوق كل من يشارك في نشاط ثقافي إلى المديح، أما من يشارك في لجان تحكيم
الجوائز فحسبة أن ينجو من اللّوم).
الأحكام التي يصدرها أعضاء لجان تحكيم الجوائز
وقعها على الجمهور كنظرة المتخاصمين لأحكام القاضي فالبعض يرضى بالحكم والعديد
يسخط منهويصبح الحال كما وصف الطغرائي من قبل:
إن نصف الناس
أعداءٌ لمن ولي الأحكام هذا إن
عدلْ
الأعجب من ذلك
أن البعض قد يسخط على حكم لجنة التحكيم حتى وإن كان الحكم في صفه وتم تكريمه بمنحة
الجائزة من ذلك مثلا يقال أن الأديب الموصوف بالعملاق عباس محمود العقاد بلغه خبر
أنه سوف يتم منحة جائزة دكتوراه تكريمية فما كان رده إلا أن قال وبكل أنفه (ومن
هذا الذي يستحق أن يقيم ويختبر العقاد !!) أما جائزة نوبل فموقفه منها أنه كان
يأنف أن ينشغل بها كما رفض أن يتم ترشيحه لها.
من المشهور عن العالم
النيوزيلندي رذرفورد شدة تعصبه لعلم الفيزياء لدرجة أنه قال (العلم هو الفيزياء
وما سواه جمع طوابع) وعليه يمكن أن نستشعر المرارة التي أحس بها رذرفورد حيال
أعضاء لجنة تحكيم جوائز نوبل عندما أعلنوا في عام 1908م منحه جائزة نوبل في
(الكيمياء) وليس في علم الفيزياء. ولهذا كتب رذرفورد رسالة إلى أحد أصدقائه يعرب
فيها عن صدمته من الحكم (ودهشته من تحويله ومسخه إلى كيميائي !!!).
من المعلوم أن
بعض الادباء رفضوا لسبب أو آخر قبول جائزة نوبل
مثل الكاتب الفرنسي جون بول سارتر والاديب الايرلندي جورج برنارد شو الذي
صرح بنقده للجائزة ولجان تحكيمها (إنني غفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكنني لا
أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل).
الجدير بالذكر
أنه حتى بعض العلماء والمخترعين رفضوا قبول جائزة نوبل ليس كموقف أولى ضد الجائزة
نفسها لكن (لملابسات) حكم لجنة جائزة نوبل. وهذا ما حصل مع العالم والمخترع الصربي
الأصل نيكولا تسلا والذي له اسهام كبير في مجال الهندسة الكهربائية.
توجد اشاعات
تتردد في الاوساط العلمية أن جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1915م كانت في الاصل سوف
تمنح لكلا من نيكولا تسلا بالمشاركة مع توماس أديسون ولكن بسبب حالة العداء الحادة
بينمها (اشتهرت باسم حرب التيارات الكهربائية) يقال أن تسلا رفض أن يقبل بالموافقة
على استلام الجائزة حال تم الإعلان أن عدوه اللدود أديسون سوف يشاركه فيها.
بعد هذا وذاك هل
نستغرب أن يتم كيل أشد وأشنع الانتقاد للجان التحكيم من قبل الأطراف الأخرى
المتنافسة خصوصا أذا لم تمنح لهم الجائزة.في أمتنا العربية القدح في كفاءة (لجنة
الحكم) موروث أصيل منذ القدم فقبل مشاكل ومعارك مسابقة شاعر المليون كان الشعراء في
العصر الجاهلي يتنافسون في سوق عكاظ حيث كان الحكم بينهم شاعر العربية الفحل النابغة
الذبياني الذي كان تضرب له قبة حمراء من
جلد.
وفي أحد مواسم
(مسابقة سوق عكاظ الجاهلية) وبعد أن أستمع النابغة الذبياني للأشعار البديعة
للأعشى والخنساء وللشاعر الشاب (في ذلك الوقت) حسان بن ثابت حكم النابغة بتفوق
الاعشى أولاً ثم الخنساء ثانياً ثم حسان ثالثاً وهنا غضب حسان بن ثابت وتهجم على
لجنة التحكيم وخاطب النابغة بقولة (والله لأنا أشعر منك ومن أبيك).
الطريف في الأمر
أن عدم تقبل حسان بن ثابت لقرار التحكيم على غرابته ألطف بكثير مما حصل مع أمرؤ
القيس الذي (طلّق) الحكم بالحقيقة لا بالمجاز. تقول القصة أن أمرأ القيس والشاعر
علقمة الفحل تنافسا أيهما أجود في نظم الشعر من الآخر فتحاكما إلى أم جندب وهي
زوجة أمرؤ القيس فقالت لهما ليصف كلا منكما فرسه. وبالرغم من أن (الناقدة الأدبية)
أم جندب كانت تتحلى بأقصى درجات المهنية في التحكيم لدرجة أنها حكمت لصالح علقمة
الفحل ضد زوجها إلا أنه هذا جر عليها العار والشنار حيث غضب منها أمرؤ القيس وقال
(ليس الأمر كما قلتِ، وما هو بأشعر مني ولكنك أحببته) فطلقها.
المشكلة أن حكم
أم جندب لم يتسبب في طلاقها فقط ولكن أيضا في تشوية سمعتها في كتب تاريخ الادب ولهذا
أنتقم بعض كبار نقاد اللغة العربية من هذه المرأة الجاهلية التي انتقصت حامل لواء
الشعر العربي أمرؤ القيس فزعموا بأنها في الأصل لم تكن تحبه واستغلت (حادثة
التحكيم) لإثارة حنق زوجها منها لكي يطلقها كيف لا وهي التي تصف علاقته الحميمة
معه بأنه (بطيء الإفاقة، سريع الإراقة).
وعلى ذكر تحكيم
النساء في (النقد الأدبي) ينبغي أن نقول أن أمرأ القيس في جاهليته كان أكثر تحضرا
من الشاعر الأموي جرير والذي مع رقته المشهورة مع النساء إلا أنه رفض من الأصل
قبول إمكانية مقدرة المرأة على إصدار الحكم السليم.
تذكر كتب الأدب أنه أجتمع الفرزدق وجرير والأخطل
عند الأمير الأموي بشر بن مروان وكان هذا الأمير يغري ويحرش بين الشعراء.فقال
الأمير للأخطل احكم بين الفرزدق وجرير فقال أعفني أيها الأمير وحاول الأخطل أن
يتجنب هذا الموقف لكن الأمير أبى إلا أن يقول. فقال الأخطل هذا حكم مشؤوم ثم أصدر
الأخطل حكمه المشهور (أما الفرزدق فينحت
من صخر وأما جرير فيغرف من بحر).
فلم يرض بهذا
الحكم الأدبي جرير وأعتبر هذه (الحكومة) أستنقاص لتفوقه الشعري ولهذا قام بهجاء
الأخطل والتعريض بسفاهة حكمه الشبيه بحكم النساء:
يا ذا الغباوة
إن بشرا قد قضى ألا تجوز حكومة
النسوانِ
وفي حادثة أخرى
من التراث العربي القديم لم يسلم الحكم من لوم وهجاء كلا من الطريفين المتنافسين وهذا
ما حصل مع الشاعر الأموي الصلتان العبدي الذي أتى به الفرزدق وأختاره بنفسه لكي
ينصره في منافسته لجرير.
والغريب أن الصلتان بالرغم استقواء الفرزدق به
إلا أنه حكم بأن جرير أجود في الشعر في حين أن الفرزدق أعرق في النسب. وطبعا لم
يرضى هذا الحكم لا الفرزدق ولا حتى جرير وهنا نجد أن الفرزدق ينبز ويحتقر الصلتان
بأنه (فلاح من الأحساء) لا علم له بالشعر ولهذا قال عنه الفرزدق: أما الشرف فقد
عرفه وأما الشعر فما للبحراني والشعر.
والاغرب من ذلك
أن جرير مع أنه كان الفائز في نتيجة التحكيم إلا أنه لم يتردد هو الآخر بأن يهجو
الصلتان ويسخر منه بأنه لا يصلح إلا لزراعة النخيل ولهذاسخر منه بقوله:
أقول ولم أملك
سوابق عبرة متى كان حكم الله في
كرب النخل
ومع ذلك تبقى
الحادثة الأخطر والأكثر دموية في تاريخ عدم القبول بنتائج التحكيم هي تلك التي
تسببت في مقتل عالم الكيمياء الفرنسي لافوازية الملقب بأبو علم الكيمياء الحديثة. كان
المفكر الفرنسي جان بول مارات ثاني أبرز قادة الثورة الفرنسية (بعد سيء الصيت
روبسبير) وأكثرهم دمويه وطيشا وما يهمنا هنا أنه في أوائل شبابه تقدم إلى أكاديمية
العلوم الفرنسية بطلب الحصول على عضويتها.
ولأنه كان من
شروط الحصول على عضوية تلك الأكاديمية العلمية المرموقة أن يتقدم المترشح ببحث
علمي جديد ولقد كان البحث العلمي لجان بول مارات عن تفسير عملية الاحتراق.
وبحكم أن
لافوازية هو أهم شخصية علمية في هذا المجال أرسل له البحث الجديد لكي يقوم بتحكيمه
من الناحية العلمية. وهنا بدأت كتابات فصول أحداث الفاجعة التاريخية حيث أنتقد
لافوازية بشكل حاد ومهين أطروحة مارات ووصفها بأنها متهالكة وضعيفة من الناحية
الكيميائية وهذا ما تسبب في أن يحمل مارات الضغينة والحقد ضد لافوازية.
وعندما اندلعت
الثورة الفرنسية شكلت محاكمة صورية للافوازية كان جان بول مارات أحد قضاتها ولهذا
لا غرابة أن يتم إعدام لافوازية بالمقصلة في نفس يوم المحاكمة ودفنت جثته في قبر
مجهول.
الحكم على
اختلاف الأذواق
الاختلاف
والتنوع في الافكار والتصورات من طبيعة البشر ومقولة (لولا اختلاف الاذواق لبارت
السلع) تشمل على حدا سواء السلع المحسوسة الحقيقة والسلع الذهنية المجازية. وكنتيجة
لتنوع التصورات سوف تتباين درجات التقييم وبالجملة في الإعلام وحديث المجالس
النخبوية أكثر ما يتم الاعتراض والتعجب من نتائج تحكيم الاعمال الابداعية الادبية
أو الانتاج الفكري المتجسد في الكتب.
ولو استعرضنا تاريخ البشرية منذ بدايات
المسابقات الثقافية لوجدنا أن هذه الظاهرة موجودة منذ الأزل. في الواقع قد تكون
أقدم مسابقات ثقافية وابداعية فنيه معروفة ومسجلة هي تلك التي حصلت في بلاد
الاغريق قبل حوالي 2500 سنة.
ما يهمنا هنا أنه حتى وأن كنت أنت أكثر شخص
يمتلك القدرة والإمكانات في تقييم وإصدار الحكم السليم على الاشياء فينبغي أن تعلم
أن زاوية النظر والتقييم للأمور قد تختلف لدى فئام أخرى من الناس لا يقلون عنك
خبرة ودراية.
بلا أدنى جدل
يعتبر الفيلسوف والمفكر الاغريقي أرسطو مؤسس فن النقد الأدبي بدلالة كتبه البالغة
التأثير عن (الشعر)و (الخطابة) ومع ذلك ليس شرطا أن يتوافق حكمه في القضايا
الادبية مع نتائج تقييم لجنة الحكم. في زمن أرسطو كانت تقام في مدينة أثينا
المسابقات السنوية المشهورة للمسرح اليوناني القديم وتم من خلالها تقديم أشهر وأهم
الأعمال الأدبية الإغريقية الكلاسيكية.
لقد أعتبر أرسطو
أن مسرحية (الملك أوديب) للروائي اليوناني سوفوكليس هي مثال للمسرحية النموذجية وأفضل
مسرحة في تاريخ اليونان ومع ذلك كان رأي لجنة التحكيم مختلف حيث حققت هذه المسرحية
المركز الثاني.
وبينما أعتبر أرسطو أن الروائي اليوناني يوربيدس
أعظم من يكتب مسرحيات التراجيديا جاءت مسرحيته (ميديا) في المرتبة الثالثة حسب
تقييم الحكام. ما ينبغي الاشارة إليه في هذا المقام أن اختلاف التقييم والحكم على
الاشياء من طبائع الاشياء ويتساوى في ذلك أكثر العقول البشرية ذكاءً وعبقرية فهذا
الفيلسوف أفلاطون أستاذ أرسطو كان له نظرية مختلفة تماما عن الادب حيث له نظرية
نقدية حادة ضد المسرح الذي كان يراه قائم على الخداع وأن التراجيديا تشكل خطر على
المشاهدين في حين أنه من المشهور عن افلاطون أنه طرد الشعراء من مدينته الفاضلة.
الاختلاف في
نظرة (الحكم) على الأشياء بين أفلاطون وأرسطو على ما بينهما من التجانس والعلاقة
الوثيقة يخدمنا في فهم كيف يصيب الشطط بعض العقول في التباين الحاد في تقييم الأشياء
خصوصا نظرة وحكم القرناء المتنافسين حيال بعضهم البعض. الحكم والقاضي أولا واخيرا
هو بشر يقع تحت طائلة المؤثرات الخارجية فقد يحابي كما قد يعادي وقلّ من يسلم من
هوى النفس.
لو كان محمود
عباس العقاد في لجنة تحكيم لجائزة الشعر العربي وطلب منه تقييم شعر أحمد شوقي فهل
كان سوف يمنحه الجائزة وهو الذي كان ينكر أن يكون أمير الشعراء شوقي شاعرا
وكان يقول عنه أنه فقط مجرد ( نظّام ). وتوصيف العقاد لشوقي بأنه ( ينظم الشعر)
دلالة على أنه شاعر مبتدئ وهو حكم غريب من أديب (أي العقاد) له عشرة دواوين شعرية
ضعيفة ولم يشتهر منها بيت واحد.
وفي حين أن الجمع الغفير من الادباء أعترف
بجودة كتابات طه حسين لدرجة أنهم لقبوه بعميد الأدب العربي نجد معاصره الأديب
إبراهيم المازني كان يخرج مقالات طه حسين من عالم لكتابة ولا يراها كنوع من
الاستنقاص لها إلا (خطب مدونة) بينما الاديب المعاصر الدكتور راشد المبارك رحمة
الله كتب مقال مثير للجدل كان عنوانه بكل جرئه: (المتنبي ليس شاعرا).
سمة الجور في
الأحكام طالت جميع الشعوب لدرجة أن أديب فرنسا فولتير (ذو العقل
المتنور بزعمهم) وصف عبقري الأدب الانجليزي شكسبير بأنه همجي مخمور ولا يعجب
بمسرحياته إلا أهل لندن وكندا.
والمقصود بعد هذا التطواف والابحار شرقا
وغربا هو التنبيه المبكر أننا الزملاء والزميلات أعضاء لجنة تحكيم (جائزة وزارة
الاعلام للكتاب 2019) اجتهدنا قدر الطاقة ووفق المتاح للوصول للحكم السليم. وعلى
وفق مقولة صمويل جونسون سابقة الذكر قد لا نتوق للمديح لكن بالقطع نأمل أن ننجو من
اللّوم ومع ذلك نرجو أن لا نكون وقعنا في خلل واضح أو زلل قادح.
المهم أن لا يقع بشكل متعمد اغفال عمل
ثقافي وفكري مميز أو على النقيض من ذلك أن يتم دفع عمل ضعيف إلى منصة التتويج.
وختاما النقص من طبع البشر واحتمال حصوله وارد فهذه جائزة نوبل العريقة يعاب عليها
اغفال كبار العباقرة في الادب (مثل تولستوي ومارك توين وفرجينيا وولف وجيمس جويس)
أو مشاهير القامات العلمية (مندلييف وأدوين هابل وويلارد جيبس وفريد هويل) بل حتى
لم يحصل على جائزة نوبل للسلام أشهر أيقونة ضد العنف ورائد حركة السليمة (اللاعنف)
المهاتما غاندي.
وعلى نقيض اغفال الاكابر من الجوائز وقع
من لجان جوائز نوبل تلميع بعض اسماء الاصاغر ومنحهم الجائزة ولهذا ربما كانت ردة
فعل بعض النقاد متفهمة عندما وصف منح جائزة نوبل للأدب عام 2016 لفنان الاغاني الشعبية
الامريكي بوب دلن بأن هذا الأمر إهانة وتحقير لجميع الكتاب والأدباء.
المحرج في الأمر للجنة جائزة نوبل أن بوب دلن
تعامل (بسلوك شعبي) مع تلك الجائزة المرموقة حيث لم يعلق على خبر منحة الجائزة إلا
بعد مرور حوالي أسبوعين من الإعلان عنها بل أنه حتى لم يحضر حفل تسليم الجائزة ولم
يرسل كلمة الجائزة أو ما يسمى خطاب استلام الجائزة.
لا شك أن كاتب الأغاني الشعبية بوب دلن
تسبب بحرج كبير للجنة تحكيم جائزة نوبل في الأدب لكن موقفه ألطف بكثير من الحرج
الذي تسبب به الكاتب الانجليزي جون بيرجر للجنة تحكيم جائزة البوكر الأدبية
البريطانية.
كما هو معلوم فإن جائزة البوكر Booker
هي ثاني أهم جائزة أدبية على الاطلاق لكن المشكلة أن تمويل هذه الجائزة المرموقة
يأتي من شركة مان Man
Group الضخمة التي من انشطتها التجارية الاستثمار في مزارع قصب السكر في
منطقة الكاريبي. وبسبب مشاكل حقوق الانسان واضطهاد العمال في الشركات الرأسمالية
قام جون بيرجر بالتبرع بنصف القيمة المالية لجائزة البوكر للمنظمات المناهضة لنشاط
شركة مان في جزر الكاريبي !!.
أما نصيب جائزة غونكر الأدبية الفرنسية (ثالث
أهم جائزة أدبية دولية) من الحرج للجنة التحكيم أنه من شروط هذه الجائزة المرموقة
أن تمنح مرة واحدة فقط للشخص الواحد.
لكن لجنة تحكيم هذه الجائزة منحتها بالخطأ
مرتين للكتاب الفرنسي رومان كاسو في عام 1956 ثم مرة ثانية عام 1975 حيث كان المطب
الفاضح الذي وقعت به لجنة التحكيم أن الجائزة الثانية لرومان كاسو كانت للرواية
التي كتبها تحت أسم مستعار هو أميل آجار وكان ينبغي للقائمين على الجائزة عدم
الاعلان عنها قبل التأكد من وجود الكاتب وشهرته في المجتمع الادبي.
بقي أن اقول أنني في سابق الازمان
لربما كنت أنتقد سراً وجهرا نتائج تحكيم بعض الجوائز العلمية أو الادبية ولشعوري
بوجود خلل ما في آلية التحكيم وتأثيرات التدخلات السياسية او الفكرية في منح
الجوائز. واليوم وفي منظور هذه التجربة الجديدة لي مع دراما الجوائز شعرت ان بعض (
عذلي) وانتقادي قد يكون مبالغ فيه وهنا تذكرت حكمة المتنبي المعبرة:
وعذلت أهل العشق حتى ذقته
فعجبت
كيف يموت من لا يعشقُ
وعذرتهم وعرفت ذنبي أنني
عيرتهم ولقيت فيه ما لقوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق