الأربعاء، 29 مارس 2017

( رمزية الجَمل في الثقافات الأخرى )

لماذا تم اختيار اسم ورسمة الجمل في اشهر شركات التدخين العالمية


د/ أحمد بن  حامد الغامدي

لطالما تكرر على أسماعنا عبارة (خصوصية المجتمع السعودي) وبحكم إننا حاليا في أجواء احتفاليات مهرجان مزايين الإبل فقد يتعزز عند البعض أن هذا الكائن الفريد المرتبط بحياة البداوة والصحراء هو ماركة مسجلة فقط لدى العرب الاقحاح. بينما في واقع الحال تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة الدولية الفاو أن عدد حيوانات الجمال في العالم قد تصل لحوالي 19 مليون أغلبها تربى في دول شرق أفريقيا بينما يوجد منها حوالي نصف مليون جمل في الهند لوحدها بينما مئات الالاف من الجمال التي كانت تسير في سهول الصين وقفارها هي من جعلت طريق الحرير معلم خالد في تاريخ البشرية. الغريب في الأمر أن تقديرات وزارة الزراعة ترجح أن أعداد الإبل التي (تربى ويعتنى بها) في المملكة تزيد قليلا عن 200 ألف جمل في حين أنه يقال بأن أعداد الجمال الوحشية التي تعيش حره لوحدها في براري استراليا تقارب المليون جمل. من هذا وذاك يحق لنا أن نتسأل عن مدى دقة توصيف خصوصية (الارتباط  الحصري) للأبل بالشعوب العربية خصوصا إذا علمنا أنه في حدائق بريطانيا وليس في الدول العربية يتم حاليا إقامة النصب التذكارية والتماثيل التكريمية للجمل والهجانة من الجنود الذي كانوا يمتطونها اثناء معارك الحرب العالمية الأولى وكل من يتمشى ويتسكع على ضفاف نهر التايمز في مدينة لندن ربما يلفت أنتباه كراسي الجلوس التي زخرفت أطرافها على هيئة البعير الرابض. 
أليس غريبا أنه في عز عصر النهضة الأوروبية حرصت عائلة مديتشي أمراء مدينة فلورنسا (مهد عصر النهضة) على تربية قطيع كبير من الجمال التي كانت ترعى في سهول توسكانيا المُربِعة في حين أن أحد رجال الكونجرس الامريكي نصح حكومته في القرن التاسع عشر بإدخال الجمال والإبل إلى اراضي الهنود الحمر لأنها سوف تساعدهم على أن يصبحوا متحضرين وأكثر مدنية !!. بل أن الأمر يصل في موضوع (تدويل النياق) لدرجة أن انفراد العرب بالمتاجرة بحليب الخلفات ولبن العيران أصبح اليوم يواجه بمنافسة متصاعدة من مزارع تربية  الإبل المنتشرة في هولندا وتركيا بل وحتى في الولايات المتحدة. كما أن البعارين تحظى على مستوى الاعلام الدولي بتغطية اخبارية واسعة ليس بسبب مهرجانات مزايين الإبل لدينا ولكن من خلال غرابة سباق الهجن الدولي في ولاية كوينزلاندبأستراليا أو مسابقات مصارعة الجمال في تركيا أو سيرك الجمال الروسي أو حتى احتفالات تجميل وتزيين الإبل Camel Art في إقليم راجستان في شمال الهند.

الإبل في حياة الاوروبيين
قد لا نضيف جديد لو تطرقنا هنا لدور الجمل في الحضارة العربية والأسيوية فهذا أمر قد سارت به الركبان وتردد صدى حادي النوق بمدائح هذا الحيوان عبر الاجيال. ولهذا ومن باب اسلوب التفكير من خارج الصندوق وكسر منهج النمطية السائدة في النظرة للبعير لعل من الملائم محاولة تسليط الضوء على علاقة الجمل بالشعوب الأخرى وبالذات الامم الغربية. في واقع الأمر سنجد العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة في الحضارة الغربية كان لها نوع ارتباط و (تعارف) مع الجمال منذ أن استخدم الاسكندر المقدوني الجمال لتصل به إلى واحة سيوة في الصحراء الغربية المصرية بعد أن هلكت نفس هذه الصحراء جيش قمبيز الفارسي الجرار. وفي القرن الثاني للميلاد كان للإمبراطور الروماني هاردين وحدات عسكرية تستخدم الجمال لبسط النفوذ الروماني على مدن شمال افريقيا. أما أثناء القرون الوسطى فقد كان للملك الانجليزي إدوارد فرقة عسكرية قوية الشكيمة تستخدم الجمال والتي من المحتمل أنه تم جلب فكرة استخدام الجمال في التشكيلات العسكرية إلى بريطانيا بعد احتكاك الصليبيين بالجيوش العربية. وعلى نفس النسق نجد أنه اثناء حملة نابليون على مصر قام بتشكيل فرقة حربية من الهجانة استخدمها عندما انتقل لمحاولة غزو فلسطين والشام. اللافت في الأمر أنه تم استخدام فرق الهجانة حتى في الحرب الأهلية الامريكية وبعد انتهاء هذه الحرب تقدم وزير الحرب الامريكي بطلب جلب وشراء عدة الاف إضافية من الإبل لاستخدامها في المهام العسكرية. وبالجملة جميع القوات الاستعمارية الاوروبية (الفرنسية والانجليزية والايطالية والالمانية) استخدمت فرق عسكرية محمولة على الجمال اثناء الحرب العالمية الاولى وما بعدها لدرجة أن بعض التقديرات العسكرية تخمن أنه أثناء معارك الحرب العلمية الأولى تعرض حوالي 23 ألف جمل للقتل وكأنها بالفعل الجندي المجهول. وبهذه المناسبة لعله من الملائم أن نقرر أن مما يؤسف له أن نجد أن الجمال العربية قد ساعدت القائد العسكري الانجليزي أدموند اللنبي على احتلال القدس وفي حين ساهمت بعارين أخرى الجنرال الفرنسي هنري غورو في الانتصار في معركة ميسلون وتثبيت احتلال سوريا. أما تكرار نفس القصة في دول المغرب العربي فيكفي أن نشير إلى أن الجيش الفرنسي المحتل ظل يحتفظ بفرقة الهجانة العسكرية حتى استقلال الجزائر عام 1962م وذلك لكفاءة هذه الآلة العسكرية الحية في إخماد ثورات قبائل الصحراء الكبرى.
بينما كان جنود الجيوش الاوروبية يمتطون الهجن لإحكام السيطرة على البلاد العربية كان اسلافهم من الرحالة الغربيين يضربون اكباد الإبل بهدف استكشاف  مجاهل الصحاري والقفار العربية ولقد تم تخليد أسماء العديد منهم في الذاكرة العربية مثل وليم بلغريف ولويس بوركهارت وريتشارد بورتون وتشارلز داوتي وجون فيلبي والليدي آن بلانت والرحالة البريطانية السيدة جروترد بيل. لا شك أن وصف الترحال والسفر بالناقة والإبل في المناطق المخوفة أمر يثير الاهتمام ولهذا أكثر شعراء الجاهلية العرب في معلقاتهم الشعرية من وصف الناقة ووصف مسيرهم ورحلاتهم بها كما نجد ذلك في معلقة طرفة بن العبد والنابغة الذبياني ولبيد بن ربيعة وعلى نفس النسق فتن القراء الغربيين بوصف الرحالة الاوروبيين لمغامراتهم في الصحاري العربية فوق ظهور الجمال. ولهذا لاقى كتاب (الرمال العربية) للرحالة الانجليزي الشاب ويلفريدثيسيجر نجاح جماهيري منقطع النظير حيث وصف فيه رحلاته على ظهور الجمال عبر كثبان الرمال المخيفة في صحراء الربع الخالي في منتصف الخمسينات من القرن العشرين. وبنفس الحماس استثار القائد العسكري المشهور لورنس العرب القارئ الاوروبي عندما وصف في كتابه ذائع الصيت (أعمدة الحكمة السبعة) كيف قام بعد انتصاره في معركة العقبة عام 1917 برحلة خاطفة عبر صحراء سيناء لكي يخبر المندوب الانجليزي في القاهرة بهذا النصر ويطلب منه مزيد من الدعم للثورة العربية ضد الاتراك.لقد حير لورنس المؤرخين بمدى دقة وصفه لأحداث وتفاصيل هذه الرحلة التي زعم أنه أنجزها في وقت بالغ القصر ليرسم لشخصيته مزيد من البطولة والمهارة (الزائفة غالبا) أمام القارئ الغربي.
وعلى ذكر تأليف الكتب التي تناقش معيشة الشخصيات الاوروبية البارزة في البلاد العربية تجدر الاشارة إلى أن عدد لا بأس به من مشاهير الادباء الغربيين قد سافروا إلى البلاد العربية وبعضهم اشار في مذكراته الشخصية تجربته مع الجمال وركوب الإبل كما حصل مع الاديب الفرنسي فولبير والشاعر لامارتين بينما نجد أشهر كاتب وروائي أمريكي هو مارك توين اثناء زيارته للأراضي المقدسة في فلسطين يعلق باستغراب من كثرة وجود روث الإبل الذي كان يغطي حتى الجدران على حد زعمه.يضاف إلى ذلك أنه لا يستبعد ان كبار الادباء من مثل الروائي الفرنسي الكبير ألبير كامو (الحاصل على جائزة نوبل في الأدب) الذي عاش بالجزائر أو الشاعر أرثر رامبو الذي استوطن في مدينة عدن لمدة خمس سنوات والروائية البوليسية الأشهر أجاثا كريستي التي اقامت لفترات طويلة في العراق وسوريا، كلهم قد شاهدوا الجمال إن لم يكونوا قد حاول تجربة ركوبها. وهذا يقودنا ولا شك للإشارة بشكل خاطف وسريع لطبيعة الصورة النمطية للجمال والإبل في الاعمال الادبية الغربية. كما هو متوقع النظرة الادبية للجمل محدودة جدا في الانتاج الروائي والشعري الأوروبي لأنه كائن غريب عن تلك البيئة الثقافية وأكثر الاستشهادات المتعلقة بالجمل لها نوع علاقة بالكتاب المقدس الانجيل الذي استخدم الجمل في بعض التشبيهات المنفرة من الربا والغني الفاحش (مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله ) أو عبارة الذائعة الصيت المرتبط بالإبل (القشة التي قصمت ظهر البعير). وبهذا نجد بعض الاشارات الطفيفة للجمل في مسرحيات شكسبير (هاملت ومسرحية الملك ريتشارد) وفي حكايات كانتربريلجيوفريتشوسر وبعض روايات تشارلز ديكنز أو حتى قصيدة ملكة الجن للشاعر الانجليزي للشاعر الانجليزي البارز إدموند سبنسر. ومن الروايات الادبية الغربية الواسعة الشهرة وورد فيها إشارات خاطفة للجمال رواية (جريمة في العراق) لأجاثا كريستي والتي عاشت لفترة طويلة في البلاد والعربية ولهذا نجد في خاتمة هذه الرواية أن البطلة التي تقص أحداث الرواية تغادر العراق وتقول (..أما أنا فلم أعد إلى الشرق بعد ذلك. والغريب أنني اشعر بالحنين إليه من وقت لآخر وأتذكر .. الجمال المتعالية وهي ترميني بنظراتها الغربية). أما رواية الأديب الفرنسي غوستاف فولبير المثيرة للجدل (مدام بوفاري) التي منعت من النشر لأنها من الادب المكشوف وفي ثناياها إشارة خاطفة للجمال وسنعلم لاحقا ارتباط الجمل بالشهوة والشبق الجنسي في المخيلة الأوروبية. ومع ذلك تظل أكثر رواية عالمية مشهورة مرتبطة بالجمل هي رواية (الخيميائي) للكاتب البرازيلي المعروف باولو كويلووفيها نجد الراعي الاسباني سنتياغو يسافر مع قافلة جمال إلى واحة صحراوية في مصر واثناء ذلك يدخل في حوار شيق وماتع بينه وبين قائد القافلة مليء بالحكمة ومحاولة فهم فلسفة الحياة.
وقبل ان نختم صورة الإبل في الثقافة الأوربية لعل من الملائم الاشارة إلى أن البعير قد وجد طريقه لبعض اشهر اللوحات الفنية الغربية ومن ذلك رسومات عصر النهضة الذائعة الصيت والبالغة التقدير والاهتمام. وكما هو معلوم كانت أغلب الرسومات الفنية في بداية عصر النهضة ذات طابع ديني عن ولادة المسيح أو صور السيدة العذراء أو حادثة الصلب المزعومة وفي أغلب هذه الصور والمشاهد يتم اتخاذ (البيئة العربية القديمة) كخلفية للصورة ولذا لا غرابة أن يتم رسم الجمل في بعض هذه اللوحات الفنية. واشهر هذه اللوحات في هذا المجال لوحة الرسام الايطالي الاسطورة ليوناردو دافنتشي المسماة (توقير المجوس) وهي عن الحكماء الثلاثة المجوس وقدومهم لتوقير وتبجيل المسيح المولود ففي هذه اللوحة تم رسم مشهد للجمل الذي من المحتمل أنهم استخدموه في سفرهم من المشرق إلى أورشليم.
 بقي أن نقول أن العصر الذهبي للجمل في لوحات الرسامين الغربيين هو القرن التاسع عشر فبعد حملة نابليون على مصر أُغرم الأوروبيون بشكل عجيب بالشرق الخيالي وفتنوا برومانسية الصحراء العربية ولهذا ظهرت موجة (الرسم الاستشراقي) حيث شُغل الفنانون الغربيون برسم الجمل في كم مهول من لوحاتهم الشرقية كما نلاحظه مع الرسامين الانجليز مثل روبرت هاي وديفيد روبرتس والفنانين الفرنسيين وفي مقدمتهم فيفان دينون وباسكال كوت. 

رمزية الجمل في الثقافات الأخرى
حاولت فيما سبق أن أكشف عن أبعاد حضارية وثقافية للجمل ودوره في ثقافة الشعوب الأخرى وأنه بذلك كائن ذو ثقل وأرث تاريخي ليس للشعوب العربية فقط ولكن للإنسانية جمعاء. ونصل الآن إلى بيت القصيد وهو انعكاس الصورة النمطية للجمل في نظرة الشعوب الأخرى لهذا الكائن المميز والبديع. بلا جدال حيوان الجمل له استحسان وتقدير عالمي واسع بحكم رمزيته كأيقونة للتكيف والمقاومة ولذا هو في نظر الغربيين على سبيل المثال رمز للبقاء survival  والصمود stamina حتى في أقصى الظروف الشرسة. وبسبب ملائمته العالية لتحمل الاسفار الطويلة وحمل الاثقال المرهقة أصبح البعير يعتبر كذلك رمز للثروة والتجارة والسفر والترحال. والغريب في الأمر أن البعض يرى في الجمل كائن فاتن وظريف ومسلي ولهذا تشهد فقرات ألعاب وحركات الجمال في عروض السيرك نسبة أعجاب عالية.
في مقابل هذه الرمزية الايجابية للإبل في وعي أغلب الشعوب الانسانية نجد صور رمزية سلبية أخرى تنطبع في المخيلة والانطباع الذهني لشعوب وثقافات أخرى تجد في الجمل تجسيد لمعاني شائنة مثل الحقد والغباء والطمع والضعة فضلا عن رمزيته كأيقونة للشهوة والشبق الجنسي.
وفيما تبقى من هذا المقال لعلنا نشير لارتباط الجمل برمزية الخضوع والخنوع والعبادة في الذهنية الأوروبية وسبب ذلك ليس فقط أن البعير سهل الانقياد حتى ولو لطفلة الصغيرة تتحكم فيه كيفما تشاء ولكن ايضا جذب الغربيين والمسيحيين الاوائل هيئة الجمل عندما يريد ان يبرك حيث يجثو ويهوي إلى الارض وينتكس في بروكه حيث يقدم يديه قبل ركبتيه وفي هذه الهيئة الفريدة في الجلوس ينظر لها الغرببيين وكأنها تجسيد لحالة الركوع kneeling والتعبد . من جانب آخر منتشر عند المسيحيين تشبه حالة التذلل والخشوع للعبد (المحمل بالذنوب) أمام خالقه كحال البعير البارك أمام صاحبة والذي يتحنن إليه لكي يزيل عن سنامه العبء والحِمل burden الذي يرهقه وكذلك الشخص المتعبد الذي يجثو أمام خالقه لكي يغفر له ذنوبه ويمحو عنه خطاياه التي تثقل كاهل روحه المعذبة.
ونختم أخيرا بالانتقال من هذه الصورة الرمزية المشرقة للجمل في مجال التعبد والتذلل إلى الصورة النمطية الواسعة الانتشار في العالم الغربي عن الجمل وربطه بالشهوة المفرطة والشبق الجنسي. وجزء من أسباب هذا التصور هو النظرة الرومانسية التي ارتبطت لدى الاوروبيين بالصحراء وانها تمثيل مكثف للنزوة الفاتنة والغامضة exotic fantasy . وفي الواقع نجد أن في  الثقافة الغربية نظرة وتصور خاص لبعض الحيوانات بأنها ذات قدرة جنسية عالية مثل الثور والماعز والجمل ووحيد القرن ولهذا يتم توظيفها كرمز للشبق الجنسي. ومن هنا نشير أن أحد أقدم ماركات أنواع السجائر هي سيجارة الجمل Camel cigarette والتي مر على ظهورها أكثر من قرن من الزمان والتي يباع منها سنويا أكثر من ستين مليار سيجارة ويقال أنه عند بدأ التفكير في التسويق لها تم اختيار اسم ورسمة (الجمل) لها لما أنطبع في ذهنية الغربيين عن الجمل وارتباطه بالأشياء الفاتنة والغامضة. ويضاف لذلك أن في العديد من اللوحات الدعائية لهذا النوع بالذات من السجائر يتم إقحام صورة المرأة اللعوب والمثيرة وذلك لما في هذا الامر من الإيحاءات النفسية غير المباشرة للشبق الجنسي عند الجمل مما يكمل مثلث الشهوة والمتعة الحرام: التدخين وكأس الخمر والجنس. أمر آخر يربط المرأة بالجمل في الحس الغربي هو أن البعض منهم يشعر بوجود نوع تجانس وتشابه بين سنام الجمل وبطن المرأة الحامل المنتفخ خصوصا إذا تم استحضار طريقة اهتزاز وتأرجح الراكب الذي يمتطي هودج الجمل ولهذا من الاقوال الدارجة عند الغربيين (ثلاثة لا يمكن إخفائها: الحب والحَمل وركوب الجمل).


هناك تعليق واحد:

  1. دائما تتحفنا بابداعاتك وجمال التوظيف للمفردات ...بارك الله فيك يادكتورنا الفاضل والمبدع ..

    ردحذف