الثلاثاء، 5 يوليو 2022

( تغير وصف الرحالة للحرم المكي عبر الزمن )


 د/ أحمد بن حامد الغامدي

 قبل حوالي قرنين من الزمن زار الرحالة والرسام البريطاني السير تشارلز إيستليك مدينة أثينا عندما كانت تحت الحكم التركي ومن أهم أعماله الفنية رسم المسجد العثماني داخل أطلال المعبد الإغريقي الشهير البارثينون. أي سائح اليوم لهضبة الأكروبوليس المطلة على أثينا والحاضنة للبارثينون لن يدور في خلده قط أنه كان يقام هنا مسجد كما أن أي زائر لساحات المسجد الأقصى لن يفتش عن تلك الكنيسة الصغيرة التي ذكر الرحالة والمؤرخ العربي الكبير أسامة بن منقذ أنه شاهدها في ساحة المسجد الأقصى عندما زاره في منتصف القرن السادس الهجري وهو تحت حكم الصليبيين. وإذا كانت المواقع الدينية أو المعالم السياحية فائقة الشهرة مثل المسجد الأقصى ومعبد البارثينون يختلف توصيفها وطبيعة معالمها عبر الزمن لذا قد يكون من الشيق معرفة التغيرات التي حصلت عبر العصور لبعض هذه الأماكن الدينية والحضارية البارزة وكيف تغير وصفها في كتب التاريخ أو عبر شهادات الرحالة والسيّاح.

كمْ من الدهشة سوف تعترينا إذا علمنا أن القبة الخضراء الشهيرة في المسجد النبوي كانت لقرون عديدة تعرف بالقبة البيضاء لأنها قديما كانت مبنية بالجبس الأبيض زمن المماليك. ثم لاحقا عرفت بالقبة الزرقاء وذلك عندما تم أعادة بنائها بصفائح الرصاص زمن السلطان التركي محمود الأول وصبغت باللون الأزرق على العادة المتبعة حتى اليوم في القبب العثمانية. أليس من المشوق للنظر والوجدان أن نشاهد مباشرة ونتلمس بقايا جذع النخلة الذي كان يخطب عليه الرسول الكريم قبل أن يعمل له المنبر الخشبي. وقد ذكر الرحالة الأندلسي الشهير ابن جبير في زيارته للمسجد النبوي الشريف عام 578هـ أنه استلم ولمس أعواد المنبر القديمة كما شاهد القطعة الباقية من الجذع الذي حنّ إلى الرسول الكريم. ومن الآثار الإسلامية الثمينة التي فقدت مع الزمن غير الجذع الشهير نجد أن ابن جبير يصف كذلك مشاهدته لمصحف عثمان والذي خطه الصحابي الجليل زيد بن ثابت في السنة الثامنة عشرة للهجرة وأن ذلك المصحف كان محفوظا في داخل ما تسمى (القبة العباسية) التي كانت موجودة في صحن المطاف.

والمقصود أن شاهدات الرحالة القدامى للحرمين الشريفين عبر العصور المختلفة تعطي قصة مشوقة وفريدة عن التغيرات العمرانية الجذرية التي حصلت فيهما بل وحتى تغير الممارسات الدينية والعادات الاجتماعية. فبالعودة لابن جبير فهو في وصفه للمسجد النبوي لم يذكر القبة الشهيرة لأنها لم تكن قد شيدت بعد بينما اللون الأخضر كان مرتبطا بالمسجد الحرام بمكة وليس بالمسجد النبوي فابن جبير يصف كسوة الكعبة المشرفة في زمنه بأنها كانت (خضراء يانعة .. في أعلاها رسم أحمر واسع). وعلى ذكر اللون الأحمر في المسجد المكي الشريف فهو اليوم شائع كما هو ملاحظ في سجاد الحرم ولكن من الجدير بالذكر أن كسوة الكعبة المشرفة كانت في فترات من الزمن من الديباج الأحمر كما هو الحال زمن حكم ابن الزبير والمأمون وزمن الدولة السعودية الأولى. الغريب في الأمر أن اللون الأحمر قديما كان شائعا في جدران الحرم الشريف أكثر من أرضيته فمثلا يصف الرحالة الإيطالي فارتيما (أدعى الإسلام وسمى نفسه الحاج يونس وربما هو أول أوروبي يشاهد الكعبة) المسجد الحرام الذي زاره عام 1503م بأن جدرانه مشيدة من الطوب الأحمر بدلا من الحجارة. ويبدو أنه في ذلك الزمن لم ينتشر بعد تغطية جدران المسجد الحرام بقطع الرخام وبالمناسبة عددا من الكتب التي ناقشت تاريخ عمارة المسجد الحرام اشارت إلى أن أجزاء عديدة من بناية الحرم القديمة كانت مشيدة بالطوب والآجر الأحمر.

 السعي بالسيارة والاغتسال في المطاف

التغير العمراني داخل وخارج الحرم الشريف أمر مذهل عبر الزمن والغريب أن هذا التغير البنائي أثر على طبيعة سلوك الناس في محيط الحرم فمثلا قديما كان من السائغ دخول الدواب داخل الحرم المكي على خلاف الحرم النبوي وذلك لوجود أصل الجواز الشرعي في ركوب الجمال والخيول أثناء الطواف أو السعي بين الصفا والمروة. الطريف في الأمر أن الرحالة الإيطالي فارتيما السابق الذكر أشار إلى أنه شاهد بداخل المسجد الحرام مكانا مسورا يوجد بداخله اثنين من حيوانات وحيد القرن كانا قد أُهديا إلى والي مكة من قبل ملك الحبشة. وبحكم أن المسعى كان وإلى زمن قريب مفصول تماما عن مبنى الحرم المكي وكان أشبه بالطريق الذي تقام على جوانبه الحوانيت والدكاكين التجارية لهذا لا غرابة أن نعلم أنه عندما دخلت السيارات إلى مكة المكرمة في الربع الأول من القرن العشرين أخذ البعض يستخدم السيارة في أداء شعيرة السعي بين الصفا والمروة. عندما قام الكاتب المصري الكبير إبراهيم المازني بأداء العمرة في عام 1930م ونشرت ذكرياته الماتع في كتابه الشيق (رحلة إلى الحجاز) أشار لتلك القصة الطريفة عندما أكرمه مضيفوه بأداء السعي بين الصفا والمروة وهو راكب السيارة بالرغم من اعتراض سائقه الخاص.

والغريب في الأمر أن جميع الرحالة من العرب والأجانب الذين زاروا مكة عبر القرون المتلاحقة كلهم يصف المسعى بأنه مكان ضيق جدا وسوق مزدحم فمثلا ابن بطوطة عرّف المسعى بأنه سوق عظيمة ليس بمكة سوق منتظم سواه ولهذا الساعون بين الصفا والمروة لا يكادون يخلصون لازدحام الناس عند حوانيت الباعة. ويبدو أن الأمر تفاقم سوءً في ازدحام المسعى في بداية القرن العشرين فالعديد من الرحالة بعد وصفهم له يقترحون أخارج الدكاكين من المسعى ومنع السيارات من السير فيه وهذا ما ناقشه الأديب والشيخ اللبناني محي الدين رضا في عام 1935م مع الشيخ عبد الله بن بلهيد والذي تحمس في بداية الأمر لمنع السيارات من دخول مكة كلها. الطريف في الأمر أنه بعد عشرين سنة من ذلك الحوار حول منع السيارات من دخول الحجاز وعندما حج الكاتب المصري الكبير محمد حسين هيكل ذكر في كتابه الشهير (في منزل الوحي) أنه عندما غادر مشعر منى مع الشيخ عبدالله بن بلهيد السابق الذكر أخبره الشيخ أنه عندما يصل للحرم يريد السعي في السيارة لأنه (لكبر سنه) لا يطيق السعي ماشيا ولا يحب السعي في مِحَفّة.

والمقصود أن المشهد في المسعى تغير عبر الزمن بشكل هائل من طريق ضيق مزدحم بالسيارات والدكاكين إلى مبنى ضخم متسع يشتمل على أربعة مستويات للسعي. التغير الجذري الآخر الذي حصل للحرم المكي الشريف حدث في صحن المطاف فمن يطلع على وصف الرحالة القدامى أو يشاهد الصور الفتوغرافية التي التقطها اللواء إبراهيم رفعت باشا أمير حملة الحج المصرية في عام 1901م ونشرها في كتابه الذائع الصيت (مرآة الحرمين)، لا يكاد يشاهد الكعبة المشرفة من كثرة المباني التي تحيط بها. في وقتنا الحالي صحن المطاف يحتوي فقط المجسم الصغير لمقام نبي الله إبراهيم بينما في القديم كان لموقع بئر زمزم حضور طاغ فهي في البداية كانت بئر مكشوفة لها فوهة وصف ابن بطوطة طول محيطها بأنه يبلغ أربعين شبرا وارتفاعه عن الأرض أربعة أشبار ونصف الشبر. ومع الزمن شُيّد فوق بئر زمزم وحولها مبنى كبير وبالرغم من أنه اشتهر باسم (قبة زمزم) إلا أن سقف هذا المبنى خصص لجلوس عليه القوم مثل والي مكة وشيخ المؤذنين. بل إن الرحالة والمؤرخ المصري محمد لبيب البتنوني ذكر في كتابه (الرحلة الحجازية) أن تلك القبة فرشت وجهزت لجلوس الخديوي عباس علمي حاكم مصر عندما حج البيت الحرام في عام 1909م وقبل ذلك بعقود من الزمن ذكر الرحالة الإنجليزي السير ريتشارد برتون (الحاج عبدالله الأفغاني) أنه شاهد بالمسجد الحرام في صلاة الجمعة الباشا والي مكة يقف على سقف بئر زمزم محاطا بحرسه.

في الزمن الحالي ومع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين ليس فقط أزيلت قبة ومبنى زمزم ولكن تم كذلك إلغاء ممر الدرج العريض الذي كان يقود إلى بئر زمزم تحت الأرض ذلك المكان الذي كان يعتبر أهم مزرارت الحجاج والمعتمرين في زمن الطيبين الجميل. وبعد إلغاء بئر زمزم من صحن المطاف فقدنا عادة قديمة ذكرها عدد كبير من الرحالة المترددين على الحرم الشريف وهي أن الزائر ليس فقط كان يشرب و(يتضلع) من تناول ماء زمزم المبارك، بل أن العديد منهم كان يحرص على (الاغتسال) بماء زمزم. وهذا ما ذكره الرحالة الإنجليزي السير ريتشارد برتون أنه بعد أن انتهى من الطواف توجه نحو بئر زمزم وحسب وصفه (حيث تجرعت شربة أخرى منه، وصببت فوق رأسي قربتين منه فهذا يسقط الخطايا عن الروح كما يسقط الغبار عن الجسد). ويبدو أن عادة الاغتسال بماء زمزم مباشرة بالقرب من البئر عادة قديمة استمرت لفترة طويلة كان من أوائل من نصّ على مشاهدتها الرحالة الرحالة الإيطالي فارتيما السالف الذكر ووثق وجود ثمانية رجال حول بئر زمزم كانوا يصبون الماء على الطائفين. ومن آخر من ذكر هذه العادة رحالة الجزيرة العلامة حمد الجاسر عندما سطّر ذكرياته في الحج وهو في مقتبل الشباب ذكر أنه لم يكتف بالتضلع والشرب من ماء زمزم (بل تسللنا إلى داخل زمزم كما يفعل غيرنا فظفر كل واحد منا بدلو ماء دلقه الساقي الذي يخرج الماء بالدلو من البئر فوق رأسه (أي حمد الجاسر) حتى غمر به جميع جسمه وهو يكركر: بركة يا حاج.. بركة يا حاج).

وما زلنا في أرض وصحن المطاف ومن المباني القديمة والمنشآت التي ذكرها الرحالة ووثقتها الصور الفوتوغرافية القديمة مبنى مستطيل عليه ثلاث قبب مقابل للحجر الأسود كان أول من وصفه الرحالة الفارسي ناصر الدين خسرو وذكر أنه اسمه (خزانة الزيت) حيث كان يحفظ به الشمع والزيت والقناديل لإنارة المسجد الحرام ولاحق أخذ هذا المبنى اسم (قبة الفراشين). وبالقرب منه مبنى وقبة أخرى اسمها مبنى (سقيا الحاج) وهو مبنى مربع توضع فيه جرار وأزيار ماء زمزم وهو نفس المبنى الذي سماه الرحالة ابن جبير (القبة العباسية) وذكر أن مصحف عثمان كان يحفظ في داخل هذا المكان.

 المساواة في فرصة الصلاة داخل الكعبة

للأشياء الأثرية عبقها التاريخي وأهميتها العاطفية ولهذا يوجد من يقاوم أي تغيير لأي من الموروث العمراني والحضاري العتيق ومع ذلك أتوقع أن من بعض الأشياء التي أزيلت من ساحة المسجد الحرام وربما لا يوجد من يتحسف على إزالتها وأقصد بذلك تلك الأبنية التي تسمى (مقامات المصليات) الخاصة بطوائف المذاهب الفقهية الأربعة. من المحزن أنه ولمئات السنين كان يوجد بصحن الطواف مواقع خاصة ومنفصلة للصلاة لجميع المذاهب الفقهية السنية بل إن الرحالة ابن جبير أشار إلي أنه كان يوجد للحرم المكي أربعة أئمة من السنة وإمام خامس للصلاة من الطائفة الزيدية. وذكر أنه في صلاة المغرب لضيق وقتها (فإن الأربعة الأئمة يصلونها في وقت واحد .. وربما دخل في هذه الصلاة على المصلين سهو وغفلة لاجتماع التكبير فيها من كل جهة .. فربما ركع المالكي بركوع الشافعي). وبعد أن كان لكل مذهب فقهي موقع ومقام خاص يحتوي على محراب ومنبر مستقل تم أولا في عهد الملك عبدالعزيز توحيد صلاة الحرم على إمام واحد وذلك بداية من عام 1344هـ ثم لاحقا وفي زمن الملك سعود وبالتحديد في عام 1377 هـ تمت الإزالة التامة لمواقع تلك المقامات من صحن المطاف تسهيلا لحركة الطائفين بعد انتفاء الحاجة لها.

 والمؤسف أن وضع المصلين كان قديما أشد تفرقا في صلاة التراويح فبدلا من أربع جماعات للصلاة في نفس الوقت يذكر ابن جبير أنه يكاد لا يبقى في المسجد الحرام زاوية أو ناحية إلا وفيها قارئ يصلي بجماعة خلفة. ولقد كان الوضع في المسجد النبوي أكثر سوءً فاللواء إبراهيم رفعت باشا في كتابه سالف الذكر (مرآة الحرمين) يشير إلى أن صلاة التراويح كانت تقام في المسجد النبوي بعدد كثير يزيد عن 50 إماما وجماعة فكل كبير له ولاتباعه إمام والنساء لهن إمام واحد.

في مقابل الزوال المحمود لتلك الظواهر المؤشرة على تفرق المسلمين أثناء أداء الصلوات في المسجد الحرام نجد أن ظواهر أخرى فريدة اختفت أو تقلصت للأسف من المسجد الحرام. من ذلك ما أشار له العديد من الرحالة القدامى والزوار لبيت الله الحرام أنه كان من السهولة النسبية لعامة الناس في الدخول لجوف الكعبة المشرفة. في زمن الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي أمر بفتح باب الكعبة في كل يوم اثنين ويوم الجمعة في حين كان باب الكعبة المشرفة يفتح في كل يوم من أيام شهر رجب. ولهذا ينقل ابن جبير الذي حج في هذا الزمان المبارك أنه من عادة الناس في مكة إنهم إذا تلاقوا سألوا بعضهم هل دخلت الكعبة هذا اليوم. ولقد تغيرت كثيرا عبر الزمن هذه الظاهرة الفريدة في تسهيل دخول المسلمين لجوف الكعبة فهذا الرحالة المغربي أبو سالم العياشي الذي حج عام 1059 هـ أي بعد حوالي خمسة قرون من حجة ابن جبير، يذكر العياشي أن باب الكعبة يفتح سبع مرات في السنة. ثم في القرون التالية تقلص فتح باب الكعبة ليومين فقط في السنة أحدهما يوم النحر من أيام الحج ولهذا عدد لا بأس به من الرحالة الذين أدوا مناسك الحج ذكروا أنهم دخلوا الكعبة المشرفة ومنهم الرحالة الأندلسي التجيبي السبتي والرحالة التونسي محمد السنوسي (شارك كذلك في غسيل داخل الكعبة) وممن تشرف بدخولها الأديب المصري إبراهيم المازني.

وبحكم أن الكعبة المشرفة تفتح دائما في يوم النحر وذلك أثناء عملية تغيير كسوة الكعبة فقد كان هذا اليوم المبارك (يوم الحج الأكبر) يشهد في القديم مظهرا آخر من مظاهر المساواة بين المسلمين. فبالإضافة لفتح باب الكعبة المشرفة للجميع كان يتم في يوم النحر إنزال الكسوة القديمة وتقطيعها لقطع صغار (قد تكون مثل الشريط الذي يوضع في المصحف) وتوزيعها على الجميع. فهذا الرحالة التجيبي السبتي يذكر خبر تقطيع كسوة الكعبة وتوزيعها على الغرباء الواردين عليها وإن كان الرحالة السويسري الشهير يوهان بوركهارت (الشيخ إبراهيم) ذكر أنه شاهد القطع المربعة بحجم الكف من الكسوة القديمة تباع بمبلغ ما يماثل دولارا واحدا.

وبالمناسبة عند قراءتي لكتاب (مسيحيون في مكة) للكاتب الإنجليزي أغسطس رالي رصدت ورود ذكر ست من الرحالة الأوربيون الذي زعموا أنهم دخلوا الكعبة المشرفة وهذا مؤشر إضافي لسهولة دخول الكعبة في القديم. لقد زعم كل من يوهان بوركهارت السالف الذكر وكذلك الرحالة الإنجليزي جوزيف بيتس أنه أتيحت لكل منهما دخول الكعبة المشرفة مرتين (زار بيت مكة المكرمة عام 1091هـ في حين كانت زيارة بوركهارت لها عام 1230هـ). يغلب على الظن أن بوركهات قد أسلم بالفعل (دفن في مقابر المسلمين بالقاهرة) ولهذا يعتبر أفضل من وصف مكة والحج من الرحالة الغربيين في حين أن الخبيث جوزيف بيتس كان فقط يدعي الإسلام ولهذا علق في كتابه عن تجربته في دخول الكعبة المشرفة بقوله (أعترف أنني لم أجد فيها شيئا يستحق المشاهدة) كما أنه وصف ماء زمزم بأنه كان مالحاً ويسبب البثور على الجلد. الغالب أن الرحالة السير ريتشارد برتون كان جاسوسا إنجليزيا تنكر بزي أفغاني وحمل اسم الحاج عبدالله وبحكم أنه كان يرغب في جمع أكبر معلومات عن مكة لذا عندما دخل الكعبة المشرفة كان حريصا على ملاحظة المنظر داخل الكعبة بعناية كما قام برسم مخطط سريع لجوف الكعبة بقلم رصاص فوق ملابس إحرامه البيضاء.

السنّة التعبدية فيمن يدخل الكعبة أن يصلي ركعتين في كل ركن من أركانها الأربعة ولهذا يحصل تزاحم وبطأ شديد في عملية زيارة جوف الكعبة وقد انتظر الرحالة والمستشرق الإنجليزي جون كين (الحاج محمد أمين) ساعتين كي يأتي دوره لدخول الكعبة بينما انتظر الجاسوس الفرنسي ليون روش (الحاج عمر) ثلاث ساعات للوصول لداخل الكعبة المشرفة أما المستكشف الإسباني دومينكو باديا الذي ادعى الإسلام وحمل اسم (علي بيه العباسي) فربما هو المسيحي الوحيد النجس الذي ساهم في غسيل الكعبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق