د/ أحمد بن حامد الغامدي
السبت 1466/7/4
لو طُلب من كبار الأطباء أو المنظمات الطبية الدولية وضع رتيب أو تصنيف ranking لأهم عشرة اكتشافات طبية عبر التاريخ يمكن أن توصف بأنها (معجزات طبية) ساهمت في إنقاذ حياة مئات الملايين من البشر فأنا متأكد من أنه سوف يتم اختيار (التطعيمات الطبية) من ضمن هذه القائمة. قد تختلف آراء ووجهات نظر حكماء الطب في تحديد ما هي المعجزة الطبية الأهم والأبرز التي سوف توضع في رأس تلك القائمة هل هي المضادات الحيوية أو التطعيمات أو التخدير أو العلاج الجيني أو زراعة الأعضاء أو التشعيع الطبي أو العلاج الكيمياوي للسرطان أو الاستنساخ أو الجراحة بالروبوت ولكن ربما لن يختلفوا في تقبل القاعدة الذهبية الطبية القديمة (درهم وقاية خير من قنطار علاج). لهذا أي اكتشاف أو اختراع طبي سوف يسهم في منع حصول الأمراض من الأساس سوف يكون له تقدير وتقييم أعلى ولهذا غالبا سوف يكون ترتيب التطعيمات الطبية في درجة متقدمة في قائمة (أهم 10 معجزات طبية). الغريب في الأمر أنه حتى منتصف القرن العشرين وبالتحديد في عام 1955م عندما توصل الطبيب الأمريكي جوناس سولك لاكتشاف لقاح شلل الأطفال، كان عدد اللقاحات والتطعيمات الطبية قليلا جدا ويعد على الأصابع. ثم بعد ذلك حدثت ومنذ مطلع السبعينيات من القرن العشرين بدأت برامج (تطعيم الأطفال) التي نعرفها جميعا ونظرا لأن لها دورا حاسما في الوقاية من الأمراض (الطب الوقائي) فقد شهدت العقود الأخيرة تزايدا ملحوظا في عدد اللقاحات الطبية المطورة حديثة كان من أخرها اكتشاف لقاح ضد مرض الإيدز والمحاولات جارية لتطوير تطعيمات ضد أمراض خطيرة مثل الملاريا بل وحتى السرطان. في الوقت الحالي يوجد 33 لقاح وتطعيما طبيا معترفا بها صحيا بينما يقال إنه يوجد أكثر من 150 لقاحا وتطعيما جديدا هي ما زالت قيد الدراسة والتطوير والتأكد من فعاليتها وسلامتها.
مناسبة الحديث عن (معجزة التطعيمات الطبية) له ما يبرره في يوم السبت الحالي (الرابع من يناير) لأنه يتوافق مع الحدث الطبي التاريخي عندما أصبح السيد البريطاني برين بنكر هو أول شخص في التاريخ يتلقى لقاح مرض الكورونا (كوفيد 19) وذلك في صبيحة يوم 4 من يناير لعالم 2021ميلادي. وبحكم أن هذا الرجل كان في وقتها يبلغ من العمر 82 سنة ومصابا أصلا بفشل كلوي وحالته الصحية ضعيفة ولهذا أصابته بمرض الكورونا قد تكون قاتله له ولذا يقال إن تلك التطعيمة الطبية التي أخذها في رابع أيام أعياد الميلاد كانت أهم هدية يتلقاها في حياته كلها. في الواقع ربما كانت أعلى قمة تصلها الوفيات الشهرية لوباء الكورونا هي تلك التي رُصدت في شهر فبراير من عام 2021م ثم بعد ذلك بدأ الوباء ينحسر بالتدريج حيث من المحتمل أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين أخذوا جرعات لقاح كوفيد 19 كلما انخفضت شدة انتشار الوباء وبهذا قد يكون ذلك اللقاح قد ساهم بالفعل إنقاذ البشرية بشكل أو بآخر. ولهذا لا عجب أن يحصل اثنان من العلماء الأمريكان على جائزة نوبل في الطب لعام 2023م لإسهامهما في وضع الأسس العلمية لتطوير طريق جديدة في إنتاج التطعيمات الطبية (اللقاحات من نوع mRNA). الجدير بالذكر أن جائزة نوبل في الغالب الأعم لا تمنح إلا بعد سنوات طويلة من تاريخ الاكتشافات العلمية، ولكن تلك الجائزة المرموقة وكحالة استثنائية منحت بعد سنتين فقط من تطوير اللقاحات الجديدة نظرا لأهميتها في تقدم الطب وكذلك لدورها في تقديم خدمة هائلة للبشرية. لقد كانت وصية ألفرد نوبل أن تمنح جوائزه للأشخاص الذين قدموا إنجازات علمية مميزة في نفع وخدمة البشرية، ولذا وعبر السنوات نال حوالي ثمانية أشخاص جائزة نوبل في الطب لإسهامهم في تطور بعض لقاحات الأمراض الخطيرة وكذلك لأبحاثهم المتعلقة بالتلقيح inoculation وعلوم المناعة. ومن مظاهر التقدير والاحتفاء بالعلماء والأطباء الذين أسهموا في خدمة البشرية من خلال تطوير اللقاحات الطبية، أصبح هؤلاء الأشخاص من المشاهير وأبرز الشخصيات في تاريخ الطب بالذات. فالجميع تقريبا يعرف اسم الإنجليزي إدوارد جينر مكتشف لقاح مرض الجدري والفرنسي لويس باستور مكتشف لقاح مرض الجمرة الخبيثة وداء الكَلَب والألماني روبورت كوخ مكتشف لقاح مرض السل والأمريكي جوناس سولك مكتشف لقاح مرض شلل الأطفال والألماني باول إرليش (أبو علم المناعة) الذي اكتشف مصلا مضادا لمرض الدفتيريا.
تهافت الأدلة وسذاجة التفكير
من هذا وذاك وما سبق ذكره نعرف المكانة في تاريخ الطب والتقدير في التاريخ البشري لعلم التطعيمات الطبية ومع ذلك ينبغي أن نعترف أنه على خلاف الاكتشافات الطبية البارزة الأخرى (مثل المضادات الحيوية والتخدير وزراعة الأعضاء) نجد أنه لم يتفق الجميع على القبول والرضوخ لأخذ التطعيمات واللقاحات. في نهاية القرن التاسع عشر كان مرض الجدري يتسبب في وفاة 10% من الشعب البريطاني ولهذا عندما اكتشف الطبيب الشاب إدوارد جينر مفهوم التطعيم وتوصل إلى لقاح مرض الجدري حاولت بعد ذلك بسنوات الحكومة البريطانية فرض أخذ التطعيم على الجميع. ونظرا لأن أي اكتشاف علمي أو طريقة علاج طبي (أو في الواقع عملية وقاية صحية) قد تواجه في البداية الممانعة والتشكيك لهذا حصلت في ذلك الزمن في مدينة ليستر البريطانية مظاهرة حاشدة لعشرات الآلاف في الشوارع والميادين لمعارضة التطعيم. ولهذا اضطرت الملكة فيكتوريا أن تصبح مثالا يحتذى به لشعبها ولهذا في عام 1871م وهي في سن متقدم من العمر أخذت لقاح مرض الجدري وبعد ذلك بعدة سنوات أمرت أن يتم تطعيم جميع أبنائها وأحفادها وحاشيتها الملكية. وبالمناسبة في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي عندما اكتشف مخدر الكلوروفورم حصل جدلا طبيا وممانعة شعبية في استخدامه هل هو آمن ومفيد ولم يحسم الأمر بشكل نهائي إلا عندما وافقت الملكة فيكتوريا أن تستخدم غاز التخدير أثناء ولادتها لطفلها السابع الأمير ليوبولد.
والمقصود أن حالة الجدال والتحوط وربما القلق من استخدام أي عقار صيدلاني أو لقاح طبي جديد أمر مفهوم ومتوقع ولكن ينبغي أن تزول مع الزمن هذه الممانعة لمستجدات الطب، بينما المبالغة في معارضة اللقاحات الطبية واتهام القائمين عليها بأنهم متورطون ومنخرطون بمؤامرة كونية فهذا أمر كاشف عن سذاجة في الإدراك وتسطيح في التفكير. في الواقع لقد كانت عبارة (مؤامرة المليار الذهبي) من أكثر عبارات نظريات المؤامرة التي تم تداولها خلال سنوات وباء الكورونا لا أعادها الله وبالرغم من أنه ينسب إلى ابن خلدون مقولة بأن (الأوقات العصيبة تخرج رجالا أقوياء) إلا أنه في المقابل نجد أحيانا أن الأوقات العصيبة تصنع أجواء ملائمة لازدهار وانتشار الخرافات والتوهمات. وبالجملة يمكن تلخيص تلك المؤامرة بأن بعض الأشرار من أصحاب النفوذ في الدول الكبرى يعتقدون بأن الموارد الطبيعية في عالمنا لا تكفي للعيش الكريم لجميع سكان الأرض البالغ عددهم سبعة مليار إنسان. وعليه لا بد من خفض سكان الكوكب من سبعة مليار إلى مليار واحد فقط يتمتع بمستوى رفاهية عالية (المليار الذهبي) وأنه لتحقيق إزاحة وتصفية المليارات الستة الفائضة يجب نشر الأوبئة والأمراض الفتاكة وافتعال الحروب الذرية المدمرة. هذا الإفناء السريع للبشر عبر الأوبئة والقنابل النووية يحتاج في نظر مخططي نظرية مؤامرة المليار الذهبي أن يكون مدعوما بدور حاسم تنفذه (التطعيمات الطبية) التي سوف تتسبب عند حقن الأطفال بها أن تصيبهم بالعقم فلا ينجبون مزيدا من البشر.
ما هي الأدلة التي يسوقها مروجو نظرية توظيف التطعيمات الطبية في الوصول للمليار الذهبي؟ تقريبا لا شيء ذي بال يمكن ذكره باستثناء إساءة تفسير تصريح قاله رجل الأعمال الأمريكي بيل غيتس في مؤتمر الأمن العالمي المنعقد في مدينة ميونخ عام 2017م عندما قال (على البشرية أن تستعد للوباء). وهنا قام ضعاف العقول بتحوير كلام بيل غيتس التحذيري والمطالب بالتجهيز الاستباقي للمخاطر الصحية من انتشار الوباء وتحوير كلامه وكأنه يكشف بأنه يخطط لنشر الوباء في العالم. وكذلك لم يقتنع أصحاب نظرية مؤامرة التطعيمات أن يقوم بيل غيتس بمحاولة تجميع مبلغ عشرين مليار دولار بالتعاون مع صديقة رجال الأعمال الأمريكي وارن بافيت (سادس أغنى رجل في العالم) وتخصيصه لجهات خيرية وطبية تنتج اللقاحات الطبية للأطفال في قارة أفريقيا والدول الفقيرة. وتجدر الإشارة إلى أنه في نفس العالم الذي حذر فيه بيل غيتس من خطر انتشار الوباء أي في عام 2017م نجد أن بيل غيتس وبالتعاون مع وارن بافيت استطاعا أن يقنعا حوالي 40 من مليارديرات وأثرى أثرياء العالم بأن يتبرعوا بجزء كبير من ثروتهم الشخصية للصالح الأعمال الخيرية وهو المشروع الذي حمل عنوان (وعد التبرع). وفي حين أن وارن بافيت أعلن قبل سنة بأنه سوف يتبرع بكامل ثروته التي تزيد عن 140 مليار دولار يبدو أن بيل غيتس فشل في أن يقنع أغنى رجل في العالم وهو إيلون ماسك أن يتبرع لصالح خير البشرية ولهذا هاجم بيل غيتس إيلون ماسك لإنفاقه مبالغ طائلة لغزو الفضاء واستعمار الكواكب فقال (إن الانفاق على اللقاحات أولى من الوصول للمريخ).
بيل غيتس ما له وما عليه
والحاصل أن مشاهير الأثرياء في الغرب يتبرعون بمبالغ مالية ضخمة جدا يخصص جزء كبير منها للتقدم الطبي وإنتاج الأدوية والعقاقير واللقاحات لشعوب الدول الفقيرة وهنا يأتي ضعاف العقول من أصحاب نظرية المؤامرة وكأنهم يقولون (الذيب ما يهرول عبث) ولابد أن هؤلاء (التجار) هم في حقيقة الأمر يسعون للربح بشكل أو آخر بخداع الناس بالظهور بمظهر رجال الإنساني فاعل الخير (philanthropic). صحيح أن شركات الأدوية العالمية الكبرى مثل فايزر الأمريكية وإسترا زينكا البريطانية ربحت عشرات المليارات من الدولارات نتيجة بيع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19 ولكن عملية البيع هذه تمت بإشراف المنظمات الطبية الدولية وتحت رقابة صارمة من حكومات الدول. والأهم من ذلك أن كبار المستثمرين من مثل غيتس وبافيت ليس لهم أسهم في هذه الشركات الطبية ولهذا كرر كثيرا بيل غيتس بأن ليس لديه أي نشاط استثماري في المجالات الصحية.
ومع ذلك جاءت التهمة الثانية الأكثر سخافة لرجل الأعمال بيل غيتس وهو المتخصص في تجارة عالم الكمبيوتر بأنه سوف يستفيد من وباء الكورونا من خلال زرع شرائح إلكترونية صغيرة جدا تكون موجودة داخل سوائل اللقاحات الطبية وبالتالي يمكن من خلالها التجسس على البشر. ومرة أخرى القبول لسخافة (مؤامرة الشرائح الإلكترونية) تدل بشكل صارخ على تسطيح التفكير في عقول السذج من بسطاء الفهم والإدراك والسبب أن شركات بيل غيتس كلها تعمل في مجال البرمجيات الرقمية (software) ولا تقوم بتصنيع أي من شرائح الإلكترونية أو أجهزة الكمبيوتر (hardware). وكذلك هذا السيناريو من عالم الخيال العلمي بأن التطعيمات سوف تحتوي على شرائح إلكترونية يفترض أن الحكومات والأطباء ووزارات الصحة والمنظمات الصحية الدولية والصحافة والإعلام والبرلمانات الرقابية في كل دول العالم سوف تتعاون وتتآمر مع بيل غيتس في تمرير هذه المؤامرة الغربية ضد شعوبها. وكما هو متوقع فإن نظريات المؤامرة لا تتوقف عن حد ولهذا بدا بعضهم وبالتحديد في الولايات المتحدة يتهمون بيل غيتس بأنه يهدف من إدخال الشرائح الإلكترونية المصغرة إلى جسم الإنسان عبر تهريبها داخل سوائل لقاحات الكورونا ليس للتجسس على البشر والمتاجرة بمعلوماتهم الشخصية ولكن ما هو أخطر من ذلك. الاتهام الجديد للسيد بيل غيتس مبني على تصريح مشهور وذائع الصيت لمنافسه إيلون ماسك الذين أعلن عن مخططاته لزرع شريحة إلكترونية في دماغ الأشخاص المصابين بالشلل تساعدهم في التحكم وتحريك أطرافهم جسمهم. وهنا قلب أصحاب نظرية المؤامرة الحقائق وقالوا بأن بيل غيتس هو من يحاول عن طريق الشرائح الإلكترونية المصغرة والمدمجة في تطعيمات الكورونا تغيير وتعديل الشفرة الوراثية DNA للبشر مما يساعد في السيطرة على البشر لدرجة أنهم زعموا أن بيل غيتس سوف يحاول أن يبتز الأشخاص بأن يحولوا أموالهم له أو إنه سوف يتحكم في أجسامهم بحيث تصاب بالجوع الحاد حتى الموت.
وفي النهاية أود أن أختم بكلمة عن بيل غيتس فهو لسنوات طويلة كان نموذجا لرجال الأعمال بالغ الجشع والطمع وهو تجسيد حقيقي للرأسمالية المتوحشة وقد بدأ حياته وهو شاب بسرقة أفكار بعض البرمجيات الرقمية من الآخرين حيث قال عنه ستيف جوبز (إن غيتس يتقن سرقة أفكار الآخرين) كما أنه في أواسط عمره صدر ضد شركته العملاقة مايكروسوفت حكم قضائي بأنها تمارس الاحتكار المخالف للقانون. ومع ذلك هذا الرجل ومنذ بداية مرحلة خريف العمر أخذ بشكل متدرج عبر السنين في التبرع بأجزاء كبيرة من ثروته الشخصية لدرجة أنه قد يكون صاحب الرقم القياسي في التاريخ البشري لأضخم مجموع مبلغ مالي تم التبرع للأعمال الخيرية ( 60 مليار دولار). من وجهة نظري الشخصية أن بيل غيتس قد يكون جشعا ومحتالا لكنه بعيد جدا بأن يكون شخص شرير يتاجر ويتربح من وراء صحة الفقراء في الدول الفقيرة ومع ذلك أود التذكير بنظرية جديدة بدأت تأخذ زخم في المجتمع الأمريكي خصوصا في زمن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
(نظرية الغباء) هي التي طرحها رجل اللاهوت البولندي ديتريش بونهوفر والتي تنص على أن الأشخاص الأغبياء أكثر خطرا من الأشخاص الأشرار ولهذا يحذر ذلك الفيلسوف من الأشخاص الأغبياء عندما يملكون سلطة قوية. تم اتهام بيل غيتس بأنه رجل شرير يرغب في تصفية البشر عن طريق خداعهم بنشر التطعيمات ومع ذلك لم تحصل أي كارثة كبرى على صحة المجتمع الأمريكي من جراء ذلك الرجل الشرير المزعوم. ولكن بعد حوالي أسبوعين سوف يصل الشخص الغبي (وقد يكون مخلص وطيب النية) روبرت كيندي ليتولى منصب وزير الصحة في حكومة ترامب الجديدة. وسوف نرصد مع الأيام هل سوف يجلب الوزير الغبي معه الكوارث لصحة المجتمع الأمريكي لأنه حاليا أشهر شخصية أمريكية مناهضة ومعارضة لإعطاء التطعيمات للأطفال بزعم أنها تسبب مرض التوحد وهو بغبائه يهرب من مشكلة صحية غير موجودة إلى كارثة محققة بزيادة انتشار مرض الحصبة المميت في أطفال الشعب الأمريكي.
تنبيه:
هذا المقال في نهاية عنوانه توجد عبارة (تسطيح التفكير 2) لأنه عنوان الأسبوع الماضي كان عنوانه (نظرية الأرض المسطحة وتسطيح التفكير) وربما لو أعدت نشر بعض مقالاتي السابقة الناقدة للأفكار العلمية الساذجة لأضفت هذه العبارة (تسطيح التفكير 3) إلى عنوان المقال القديم (الأطباق الطائرة ووهم غزو الأرض) ومقال (خيانة المجتمع العلمي .. مؤامرة الاحتباس الحراري نموذجا).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق