السبت، 4 أكتوبر 2025

( المرأة والكتاب .. وشيء عن تاريخ منسي )

د/ أحمد بن حامد الغامدي

السبت 1447/4/5

بحكم أنني أقيم حاليا في سكن جامعة الملك سعود ولهذا في الأعوام الماضية عندما كان (معرض الرياض الدولي للكتاب) يقام في رحاب الجامعة كانت تلك فرصة ذهبية لكي أكرر زيارة المعرض ولهذا كنوع من رد الجميل لاختيار شعار (وجهة ملهمة) لمعرض الكتاب في عام 2023 كتبت مقالا حمل عنوان (الجامعة والكتاب .. مسيرة متقاطعة). وبحكم أن سكني ليس بعيدا عن (مكتبة الملك سلمان) والتي هي مكتبة جامعة الملك سعود والتي في بدايات نشوئها كانت نواتها المكتبة الضخمة التي أهداها للجامعة المؤرخ والأديب الكبير خير الدين الزركلي وكذلك تتميز مكتبة الجامعة باحتوائها على مكتبة علامة الجزيرة حمد الجاسر ولهذا العام الماضي وبالتزامن مع معرض الكتاب الذي احتضنته جامعة الملك سعود كتبت مقالا آخر عن (المكتبات الخاصة وعشق اقتناء الكتب). أما وإن يوم الخميس القادم سوف يشهد افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 والذي سوف يقام هذه المرة في رحاب جامعة الأميرة نورة، لذا أجد أنه وفق العادة السنوية التي انتهجتها منذ سنوات أن أكتب مقالا متزامنا مع معرض الكتاب، وبحكم أن المعرض تحتضنه جامعة مخصصة للنساء وعليه ربما من الملائم أن نعرج على العلاقة التاريخية بين (المرأة والكتاب) ونحاول تسليط الضوء على التاريخ المنسي للمرأة عندما تلعب دور (الكاتب).

قبل فترة من الزمن مرت بي معلومة غير موثقة تقول إنه قبل حوالي ثلاثة آلاف سنة ظهر في حضارة بابل في العراق بعض النساء التي يمكن وصفهن بـ (الكاتبات) ليس لأنهن كتبن وألّفن كتبا كاملة، ولكن من المحتمل أنهن عرفن مهارة الكتابة وكنّ بكل بساطة يساهمن في نسخ وكتابة النصوص المكتوبة باللغة المسمارية المنتشرة في بلاد الرافدين. وبالرغم من أنه المستحيل إثبات أن قطعة أثرية من الطين أو الصلصال المكتوبة باللغة المسمارية أن الذي نقشها هل هو رجل أو امرأة ومع ذلك لا توجد مشكلة في احتمالية أن من أنتج وألّف ذلك النص القصير قد يكون بالفعل امرأة من طبقة الكاهنات واللاتي لهن تاريخ موثق في أرض العراق منذ زمن الحضارة السومرية قبل حوالي خمسة آلاف سنة. وكالعادة المشكلة عندما يدخل (تيار النسوية) على الخط فعلى نسق شعار (في البدء كانت الأنثى) وبتأثير من نظرية الباحث الألماني يوهان باخوفن حول (النظام الأمومي) الذي استنبطه من الأساطير القديمة عن عشتار البابلية وإيزيس الفرعونية وأثينا الإغريقية وبالتالي قال إن الأصل في النظام الإنساني في (العصر الذهبي) أن الأنثى هي من كانت تقود المجتمع. وفي هذا المنظور ظهر من يقول إن الأنثى هي أصل المعارف البشرية لدرجة أن بعض غلاة النسوية يتبجحون بأن أول (كاتب) في التاريخ البشري ليس رجلا من شاكلة هيردوت اليوناني (أبو التاريخ) أو الوزير الفرعوني القديم بتاح حتب الذي ينسب له كتاب (الأمثال والتعاليم)، وإنما أول مؤلف وكاتب في التاريخ هي امرأة تدعى (أنخيدو أنّا). في الواقع هذه المرأة أو الكاتبة المزعومة هي كاهنة وشاعرة من زمن الحضارة السومرية قبل حوالي خمسة آلاف سنة وكل ما وجده علماء الآثار مرتبطا بها هو قطع من الصلصال مكتوب عليها بالغة السومرية لبعض الأشعار والقصائد المنسوبة لها.

كما نعلم أن وجود نصوص وقصائد للشاعر الجاهلي امرؤ القيس أو للخنساء أو طرفة بن العبد هذا لا يعني بأنه كانوا: كتّاب أو مؤلفون وكذلك نجد في الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية بعض الأسفار والأناجيل المنسوبة لبعض النساء مثل سفر أستير أو سفر راعوث في العهد القديم أو إنجيل مريم المجدلية ومع ذلك لا يوجد عاقل يقول إن مجرد وجود نص منسوب لرجل أو امرأة يعني أنه كتبه بيده وأخرجه على شكل كتاب. وعلى كل حال هنالك من يزعم أن الكاهنة والشاعرة السومرية أنخيدو أنّا كتبت أشعارا على الفخار مكرسة للإلهة إنانا  Inannaربة الجمال والحب (سوف تتحول إلى الإلهة عشتار عند البابليين) وبحكم أن الآلهة إنانا أو عشتار هي مجرد أسطورة فكذلك في الغالب أن قصة الكتاب المزعوم (تمجيد إنانا) لأنخيدو أنّا هي مجرد خرافة.

ومن الشاعرة أنخيدو (أنّا) والكتاب المزعوم لقصائد المديح للآلهة السومرية إنانا Inanna إلى الأميرة والمؤرخة البيزنطية آنا Anna ابنة الإمبراطور أليكسوس الأول كومنينوس (لهذا اسمها الشائع: آنا كومنينا) وهي التي عاشت في بداية القرن الثاني عشر الميلادي. وما يهمنا هنا فيما يتعلق بموضوع (المرأة والكتاب) أنه هذه الأميرة البيزنطية ربما بالفعل تكون واحدة من أوائل النساء في التاريخ البشري بأكمله التي ثبت أنها ألّفت وانتجت كتابا مطبوعا. لقد كانت هذه الأميرة مقربة من والدها الإمبراطور وبعد وفاته حاولت هي وزوجها الانقلاب على أخيها الأمير الصغير وتنحيته عن الحكم لكنها فشلت ولهذا تم سجنها لبقية حياته في أحد الأديرة وهنالك ولمدة عشر سنوات تفرغت لتأليف كتاب في التاريخ عن الأحداث المهمة في حياة والدها الإمبراطور (أليكسوس) الأول ولهذا سمت كتابها ذلك على اسم والدها (أليكسياد). وبالمناسبة هذا الكتاب بالذات مهم لنا لأنه يوثق مرور جيوش الحملة الصليبية الأولى من أوروبا عبر أراضي الإمبراطورية البيزنطية باتجاه الشام وأرض فلسطين.

تاريخ أول كتاب نسائي في التاريخ

لقد زعم وتبجح تيار النسوية أن أول (كاتب ومؤلف) في التاريخ البشري ليس رجلا وإنما امرأة شبه أسطورية تدعى أنخيدو أنّا حيث يعتقد علماء الآثار أنها عاشت قبل حوالي خمسة آلاف سنة. ثم إذا بنا على أرض الواقع وليس على أرض الأحلام والأساطير نجد أن كتاب التاريخ (أليكسياد) للأميرة البيزنطية آنا كومنينا هو أول كتاب ثابت تاريخيا أنه من تأليف امرأة ربما اكتملت كتابته في حدود 1148م أي بمعنى أنه كتب بعد حوالي ستة آلاف سنة من تاريخ كتاب ترانيم الشعر المزعوم للشاعرة السومرية أنخيدو أنّا. وعلى ذكر الشعر والشعراء والنساء لس بمستغرب أن تتمكن المرأة في وقت مبكر من التاريخ البشري أن تقول الشعر على خلاف محاولة امرأة تقول الفلسفة أو تبدع في الكتابة الطبية أو حتى التاريخية. ومن خلال هذا المنظور سوف نجد أن بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن العديد من نساء الزمن السحيق بأنهن من أوائل الشاعرات في التاريخ البشري مثل الأميرة البابلية نينشاتابادا التي عاشت في القرن التاسع عشر قبل الميلاد وكما توجد عدة أسماء لنساء من الحضارة الهندية القديمة يقال بأنهن من أوائل الشاعرات، ولكن مرة أخرى تختلط هنا الحقيقة التاريخية بالأسطورة الخرافية. ومع ذلك يبقى أن أقدم شاعرة من المؤكد تاريخيا وجودها هي الشاعرة اليونانية صافو (سيئة السمعة) التي توفيت في عام 570 قبل الميلاد. ما أود الوصول له أنه منذ فجر التاريخ لطالما كان الشعر والأدب وسيلة المرأة لأثبات وجودها أمام الحضور الذكوري الطاغي ومن هنا تم التوظيف الأنثوي لمهارة السرد وقصّ الحكايات في أوائل الكتب التي أنتجتها النساء مثل كتاب التاريخ (أليكسياد) السالف الذكر التي سردت فيها الأميرة آنا ذكرياتها عن الأحداث السياسية في حياة والدها الإمبراطور.

وهذا يقودنا إلى التعريف ربما بأول رواية أدبية في التاريخ تؤلفها وتكتبها سيدة ونقصد بذلك كتاب (حكاية غنجي The tale of Genji) والذي أبدعته الشاعرة والأديبة اليابانية موراساكاي شيكيبو. لقد كانت تلك الأديبة اليابانية من طبقة النبلاء حيث كانت وصيفة في البلاط الإمبراطوري وكنوع من تسلية سيدات البلاط اخترعت موراساكاي تلك القصة المحبوكة والمسيلة وبحكم أنها نشرت بالضبط قبل ألف سنة من الآن (بالتحديد في عام 1021م) فهي بهذا تعبر واحدة من أقدم الروايات الأدبية في التاريخ الإنساني بالمطلق وليس فقط في تاريخ (الأدب النسوي). وإذا علمنا بأن أحد أقدم الأعمال الأدبية التي ظهرت في أوروبا وكتبت باللغة الإنجليزية القديمة هي مجموعة قصص الحجاج التي اشتهرت باسم (حكايات كانتربري) للأديب والمؤلف الإنجليزي المعروف جيفري تشوسر والذي نشرها في حدود عام 1400م فهذا يدل على أن الأدب النسوي متقدم على الأدب الإنجليزي بحوالي أربعة قرون كاملة.

وبعيدا عن (الكتابة الأدبية) المرتبطة بتاريخ علاقة النساء بتأليف الكتب لعل من المهم الإشارة إلى أن الكتابات المتنوعة التي أنتجتها القديسة الألمانية هايلدغارد التي عاشت في القرن الثاني عشر الميلادي. فبالإضافة لكتابتها مسرحية ذات أهداف أخلاقية عنوانها (وسام الفضائل) نجدها كذلك هي أول امرأة يعرف عنها بشكل موثق أن لها كتابات في المواضيع الدينية المسيحية والفلسفية بل وحتى الطبية وما يعزز ذلك قيام البابا (الألماني الأصل) بنديكت السادس عشر في عام 2012م بإطلاق لقب (طبيبة الكنيسة) على تلك المرأة المتدينة وثيقة الصلة بالكتابة والتأليف.

وقبل أن نختم هذا الملف عن علاقة (المرأة بالكتاب) لدى الشعوب والحضارات الأخرى لعل من الملائم الإشارة السريعة للحالة الفريدة للكاتبة والأديب الإنجليزية أفرا بن Aphra Behn والتي توفيت عام 1689م والتي بفضل مهارتها في كتابة الشعر والأعمال المسرحية بل وحتى في الترجمة من اللغة الفرنسية اشتهرت بأنها أول امرأة تتخذ من الكتابة مهنة وحرفة لها تكسب منها مصدر دخلها. وبحكم أن أفرا بن كانت ملهمة لأجيال متعددة من الكاتبات والأديبات لهذا اشتهر عن الروائية البريطانية المشهورة فرجينيا وولف قولها (على كل النساء أن يضعن معاً الورود على ضريح أفرا بن).

المرأة العربية والكتاب .. حضور متأخر

حتى الآن لعل أقدم كتاب في التاريخ قامت بتأليفه امرأة هو رواية (حكاية غنجي) للأديبة اليابانية موراساكاي والتي نشرته في عام 1022م وقبل ذلك بفترة قصيرة من الزمن وبالتحديد في عام 995م (الموافق 385 هجري) ظهر كتاب (الفهرست) للمصنف وجامع الفهارس المشهور (ابن النديم). وما يهمنا هنا أن كتاب الفهرست يحتوي أسماء وبعض المعلومات عن 8360 كتابا من تأليف حوالي 2238 كاتب وبالرغم من أن ابن النديم ذكر تحت عنوان (أسماء الحبائب المتطرفات) أسماء 12 كتابا من الكتب التي تنسب لنساء عاشقات مثل كتاب رقية وخديجة أو كتاب سكينة والرباب أو كتاب سلمى وسعاد ولكن هذا لا يعني أن من قام بتأليف هذه الكتب نساء وإنما هي كتب ذكورية مكتوبة عن عشق وشبق النساء. في الواقع وللأسف لا يوجد في كتاب الفهرست لابن النديم ولا في كتاب (كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون) للمؤلف التركي حاجي خليفة والذي نشر في زمن متأخر أي عام 1064 هجري واحتوى على أسماء أكثر من خمسة عشر ألف كتاب ونحو 9500 مؤلف وكاتب ومع ذلك لا نجد تقريبا في كتاب الفهرست أو كتاب كشف الظنون أي كتاب صريح وواضح أن من قام بتأليفه وكتابته امرأة عربية أو مسلمة.

 عبر التاريخ الإسلامي الطويل اشتهر عن العديد من النساء الفاضلات ممارستهن تدريس العلمي الشرعي وبعضهن كنّ فقيهات ومحدثات وواعظات ابتداءً من الصحابية الجلية زينب بنت أبي سلمة (التي كانت أفقه نساء زمانها بالمدينة وروى عنها الإمام البخاري عدد من الأحاديث النبوية) وانتهاءً بمئات من النساء في الزمن المعاصر من أستاذة الجامعات في مجال الفقه والشريعة. ومع ذلك وبالرغم من أن عدد النساء الفقيهات والنحويات والطبيبات والأديبات في التاريخ في التاريخ الإسلامي يبلغ عشرات الآلاف ويكفي فقط أن نشير إلى أن الإمام السخاوي في كتاب (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع) سرد أسماء حوالي ألف امرأة من مشاهير النساء في القرن التاسع الهجري في الفقه وعلوم الدين ومع ذلك لا يعرف لهن كتب مطبوعة. وفي ذات السياق نجد أن كتاب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) لابن أبي أصيبعة والمنشور في عام 650 هجري وبالرغم من أنه ذكر أخبار حوالي 414 طبيبا كانت واحدة فقط امرأة وهي طبيبة العيون (زينب الشامية) وربما عرفت وبقي ذكرها لأنه قيل فيها بيت من الشعر ورد في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني والغالب أنها كانت أشبه بالطبيبة الشعبية من كونها طبيبة محترفة درست الطب وطبعا لم يكن لها أي كتاب منشور.

لأمر غير مفهم تماما ظلت النساء العربيات من الفقيهات والمحدثات ثقافتهن وإنتاجهن العلمي (شفهي وصوتي) وليس (كتابي وورقي) ولذا لم يبق من أرثهن العلمي إلا أن الفقيهة البارزة شهدة بنت الفرج تلقب (بفخر النساء) وقبلها نفيسة بن الحسين تعرف بـ (نفيسة العلم) وعالمة الفلك السيدة مريم الجيلي تعرف بلقب (مريم الأسطرلابية) والطبيبة المصرية ابنة شهاب الدين الصايغ تولت مشيخة الطب في القاهرة.

على كل حال الإرث العربي فيما يتعلق بمجال (المرأة والكتاب) تغير بشكل جذري منذ حوالي قرن ونصف حيث بدء تظهر وتتزايد من الزمن الكتب والمؤلفات العربية التي أبدعتها النساء وربما أقدم سيدة عربية يعرف بشكل مؤكد أنها ألّفت وأصدرت كتاب هي الأديبة والكاتبة اللبنانية زينب فواز والتي نشرت في عام 1312 هجري كتابا تاريخيا كان عنوانه (الدر المنثور في طبقات ربات الخدور). وهذا أمر غريب ومن المفارقات أن أول كتاب عربي (في غير مجال الأدب والشعر) من تأليف سيدة عربية يكون محاولة لرصد وحصر النساء في التاريخ العربي حيث جمعت معلومات عن 456 امرأة من نساء الشرق والغرب. والغريب في الأمر كذلك أن لهذه السيدة طفرة في إنتاج الكتاب فلها كتاب آخر في التاريخ مخصص لشقيق المرأة الرجل وحمل عنوان (مدارك الجمال في تراجم الرجال). ثم بعد ذلك توالت عبر السنوات الكتب والمؤلفات التي أبدعتها قرائح وأفكار النساء العربيات وأود أن أختم هذا المقال (المرأة والكتاب) إنه حسب أقصى ما توصلت إليه أن أول كتاب مؤلف من قبل سيدة عربية في كامل التاريخ العربي هو كتاب (الدر المنثور في طبقات الخدور) والذي نشر فمن قبل الكاتبة زينب فواز عام 1904 ميلادي. وبعد حوالي ثمانين عاما من ذلك التاريخ ربما أول كتاب سعودي (غير الروايات ودواوين الشعر) تم تأليفه من قبل امرأة - حسب علمي - هو ذلك الكتاب الذي أصدرته عام 1980م المؤرخة السعودية الدكتورة مديحة درويش بعنوان (تاريخ الدولة السعودية حتى الربع الأول من القرن العشرين).

كلمة أخيرة، في العادة عدد عناوين الكتب التي يحتويها معرض الرياض الدولي للكتاب تتخطى 200 ألف عنوان كتاب وبحكم أن معرض الكتاب يقام في جامعة الأميرة نورة وفي الغالب أغلب زوار المعرض من الفتيات والسيدات. لذا ليت من يتصدى من طالبات الجامعة أو الباحثات فيها ويحاولن أن يحصين ويرصدن من خلال الفهارس الإلكترونية للمعرض كمْ عدد الكتب المدرجة وهي لنساء عربيات سواء في القديم أو الحديث وكمْ من الكتب من غير الروايات ودواوين الشعر هي من تأليف كاتبات سعوديات. أتوقع أن الأرقام سوف تكون مخيبة للآمال والله أعلم.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق