السبت، 4 أكتوبر 2025

( سياحة كرة القدم من مانشستر إلى ريو دي جانيرو )

د/ أحمد بن حامد الغامدي

 الأحد 1447/2/16

 كما أن للناس فيما يعشقون مذاهب فكذلك للسياح فيما يسافرون مآرب فالبعض يرحل لأجل الاستجمام والاستمتاع بجمال الطبيعة بينما الآخرون يسافرون لأجل المتعة والتسوق في حين يفضل البعض المغامرة والاستكشاف وهنالك من يجوب الأرض بهدف السياحة الثقافية. ومن نافلة القول الحديث إن العديد من المسافرين والسياح قد يحقق في الرحلة الواحدة أغلب ما ذكر في الأعلى ولهذا في السفر لدولة كبرى في المساحة مثل أمريكا أو الصين يمكن أن تحقيق جميع أنوع السياحة. وكما استعرضت في المقال السابق (السياحة العلمية .. بريطانيا أولا) خبرتي الشخصية في مجال السياحية الثقافية المرتبطة بالمجالات العلمية والمخترعات التقنية وخصوصا المتعلقة بالجغرافيا والتاريخي البريطاني ولذا لعلي أبدأ مقال اليوم عن (السياحة الرياضية) من أول مدينة بريطانية وصلت لها بهدف دراسة اللغة الإنجليزية أثناء الابتعاث للدراسات العليا في منتصف التسعينيات من القرن الماضي.

لقد أقمت مدينة مانشستر لمدة ستة أشهر لدراسة اللغة وزرت خلال إقامتي في مانشستر معالم سياحية وثقافية وتاريخية عديدة في داخلها وفي المدن التي حولها وبالرغم من أن مدينة مانشستر هي مهد لعبة كرة القدم حيث أقيم في رحابها أول دوري في تاريخ كرة القدم وذلك في عام 1888ميلادي. وبهذا يعتبر فريق مانشستر يونايتد أحد أعرق الأندية الرياضية وأكثرها شهرة ولذا كنت أميل منذ الصغر لتشجيع هذا النادي ضد خصمه اللدود في فترة الثمانينيات أي جاره فريق ليفربول. في المقال السابق عن السياحة العلمية ذكرت ندمي لأنني لم أزر قسم الفيزياء بجامعة مانشستر حيث أكتشف العالم الكبير إرنيست رذرفورد تركيب الذرة وكان ذلك في عام 1908 ميلادي. الجدير بالذكر أنه بعد اكتشاف تركيب الذرة في جامعة مانشستر حصل بعد ذلك بأشهر قليلة افتتاح الملعب الجديد لفريق مانشستر يونايتد (Old Trafford) والذي كان أضخم ملعب على الإطلاق في بريطانيا العظمى وربما العالم في تلك الفترة. ومن هنا ربما بدأ علماء الفيزياء بمدينة مانشستر يحاولون شرح أبعاد اكتشافهم العلمي بإعطاء المقارنة الشهيرة: (حجم النواة إلى حجم الذرة مثل حجم كرة البراجون الزجاجية الصغيرة إلى حجم ملعب كرة القدم).

للأسف لم أزر قسم الفيزياء في جامعة مانشستر كما أن بساطة تفكيري وأنا شاب صغير صدتني عن زيارة ملعب نادي مانشستر يونايتد لأنني كنت أعتقد أن الملعب لا يمكن الدخول له إلا في وقت المباريات بينما ومنذ عقود طويلة يمكن الدخول لملعب أولد ترافورد في جولة سياحة تقام كل يوم ولمدة 80 دقيقة. على كل حال لو حصل لي وأن زرت مدينة مانشستر في مستقبل الأيام فبكل التأكيد سوف أزور ملعب نادي مانشستر يونايتد وعندما أجلس في مدرجات الجمهور سوف أتخيل قطعة برجون زجاجية صغير في وسط الملعب وكأنها تمثل نواة الذرة بينما أنظر حولي وكأنني في حالة إثارة (مصطلح الحالة المثارة excitation state يعرفه كل طلاب الكيمياء والفيزياء) في مدار الإلكترونات ذات مستوى الطاقة Q. ومع ذلك حالة (الإثارة) قد وقعت لي بالفعل مع نادي مانشستر يونايتد عندما زرت محل بيع ملابس ومنتجات النادي في المركز التجاري لمدينة مانشستر وهنا حصلت لي الإثارة عندما وجدت أن قيمة قميص النادي يمكن أن يبلغ أكثر من مئة جنيه إسترليني. سبب الدهشة لي كشاب غر في منتصف التسعينيات أنني كنت أقول في نفسي من سوف يشتري قميصا رياضيا بمثل ذلك المبلغ الكبير وطبعا مع الزمن استوعبت فكرة (العلامة التجارية) وماذا يعني أن يكون قميص النادي أصلي ويباع في المحلات الرسمية للنادي.

في نهاية صيف عام 1995م انتهيت من دراسة اللغة الإنجليزية في مدينة مانشستر وفي نفس تلك الفترة كنت أرصد بشكل شبه أسبوعي اللمسات النهائية لإكمال بناء القاعة الرياضية متعددة الأغراض (مانشستر أرينا MEN Arena) في شمال المدينة وبالقرب من المتحف البريطاني لكرة القدم وفي الواقع كان لدي فضول لدخول تلك القاعة الرياضية الأنيقة، ولكنني أحجمت ربما لعدم وجود زميل يشجعني على ارتياد تلك الأماكن الرياضية. ثم بعد ذلك بسنوات وجدت العديد من الأصدقاء وليس صديقا واحدا والذي حدث هذه المرة أنه في عام 1998م وأثناء دراسة الدكتوراة في مدينة لفبرا البريطانية علمت من الزملاء الكرام في نادي الطلبة السعوديين أن المنتخب السعودي لكرة القدم سوف يقوم بلعب مباراة ودية مع المنتخب البريطاني كنوع من التجهيز والاستعداد لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 1998م والتي سوف تقام في فرنسا. وعليه تم التواصل بين أندية الطلبة السعوديين وحثهم للذهاب لمدينة لندن لتشجيع المنتخب السعودي وهذا ما حصل وبذلك كانت فرصة لي لدخول (ملعب ويمبلي) أحد أشهر ملاعب كرة القدم على الإطلاق. من حسن الحظ أنني زرت ملعب ويمبلي في نسخته القديمة لأنه تم هدم ذلك الملعب العريق في عام 2003م وتجديد المبنى بالكامل وقد اتيحت لي الفرصة الأسبوع الماضي مع رفقاء السفر مشاهدة ملعب ويمبلي الجديد. وفي الواقع للملعب لأصلي القديم أهمية قصوى لأنه استضاف نهائيات بطولة كأس العالم لعام 1966م عندما حصل المنتخب الإنجليزي للمرة الوحيدة على كأس العالم في واحدة من أكثر مباريات النهائيات إثارة وشهرة تاريخية.

وبهذه المناسبة وفي سياق (السياحة الرياضية) أود أن أقول إنه مع الزمن وبعد أن أخذت أتّبع مبدأ (السياحة الشاملة) بمعنى أن الرحلة السياحية الواحدة يمكن أن تغطي جوانب متعددة من أنواع السياحة المذكورة في بداية المقال ولهذا أصبحت أحرص على خلاف السابق أن أزور المعالم الرياضية ذات الأهمية السياحية. ولهذا عبر السنوات زرت عدة ملاعب كرة قدم مشهورة أقيمت فيها مباريات بطولة كأس العالم وإن لم تتح لي الفرصة للدخول الفعلي لبعض تلك الملاعب لأنها كانت مغلقة ومع ذلك شاهدتها من الخارج والتقاط الصور التذكارية لها. من ذلك مثلا زيارتي لموقع ملعب (جرين بوينت) الأنيق في مدينة كيب توان بجنوب أفريقيا والذي شهد بعض مباريات كأس العالم 2010م وكذلك ملعب (لوسيل) الذهبي في مدينة الدوحة الذي أقيمت فيه المباراة النهائية لكأس العالم 2022 ميلادي. وكذلك شاهدت من الخارج ملعب (أزتيكا) بمدينة نيومكسيكو الذي أقيمت فيه نهائيات كأس العالم عام 1986م في المكسيك (وهو الملعب الوحيد الذي شهد تتوج نجوم كرة القدم بكأس العالم مثل بيليه عام 1970م وماردونا عام 1986م) وكذلك شاهدت ملعب (عش الطائر) الذي استضاف دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2008م في مدينة بكين.

الملاعب السابقة نالت شهرتها الرياضية ولاحقا أهميتها السياحية بسبب أنه أقيمت في بعضها المباريات النهائية لكأس العالم ومع ذلك توجد ملاعب رياضية نالت شهرة واسعة وإقبالا حاشدا من السياح بسبب شهرة الأندية المنسوبة لها. صحيح أن كلا من ملعب نادي ريال مدريد (إستاد سانتياغو برنابيو) وملعب نادي برشلونة (إستاد كامب نو) تم استخدامها في بطولة كأس العالم لعام 1982م ولكن لهذه الملاعب شعبية واسعة لدى السياح من جميع الأعمار وهذا ما لمسته بشكل مباشر عندما زرت كلا من هذين الملعبين في سنوات مختلفة مع الأسرة. في الواقع لقد اكتشفت أن الزيارة السياحة لملاعب كرة القدم قد تكون ممتعة جدا على خلاف التواجد في ملعب كرة قدم أو صالة رياضية لحضور بطولة رياضية رسمية. ولهذا زيارتي لملعب (أستاذ القاهرة الدولي) أثناء البطولة الرياضية لطلاب الجامعات العربية أو تواجدي في الصالة الرياضية الضخمة (بلغراد أرينا) في صربيا لحضور البطولة الرياضية الدولية للجامعات لم تكن بتلك المتعة لأنني كنت أقوم بأداء مهام رسمية أثناء ما كنت أتولى منصب وكيل عمادة شؤون الطلاب للأنشطة الطلابية بجامعة الملك سعود.

رواد الرحالة والسياح العرب وكرة القدم البرازيلية

من المشهور أن الجزر البريطانية هي مهد لعبة كرة القدم وبحكم أن الإمبراطورية الإنجليزية كانت لا تغيب عنها الشمس ولهذا وصلت أساطيلها أو نفوذها وتأثيرها لكل أصقاع الأرض. ومن هنا كان للإنجليز دور في نشر كرة القدم في مختلف دول العالم وبحكم أن الشعب الأرجنتيني ثاني أكثر شعب عاشق لكرة القدم مما أغضب كثيرا بعض الأدباء والمفكرين ولذا يشتهر عن الشاعر الأرجنتيني البارز خوخري بورخيس قوله: كرة القدم واحدة من أكبر جرائم إنجلترا. وفيما يخص ظهور كرة القدم في البرازيل فإنها دخلت على يد بعض عمال سكك الحديد الإنجليز ففي عام 1894م جلب شاب إنجليزي يدعى (تشارلز ميللر) أول كرة قدم إلى مدينة ساو باولو وبعد ذلك بأشهر قليلة إنشاء تشارلز أول نادي رياضي في البرازيل ولهذا يطلق على هذا الشاب الإنجليزي (أبو كرة القدم البرازيلية). وبعض المصادر التاريخية ترجع الفضل في تعريف الشعب البرازيلي على كرة القدم إلى عامل النسيج الأسكتلندي توماس دونوهو الذي كان أول من نظم مباراة في كرة القدم عام 1894م في مدينة ريو دي جانيرو. وبهذا نعلم أن وجود لعبة كرة القدم عتيق وعريق في دولة البرازيل التي توصف بأنها (أرض كرة القدم) ولكن يبدو أن العشق المفرط للشعب البرازيلي لكرة القدم كما هو متوقع تدرج مع الزمن ففي عام 1914م تم تأسيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم. بينما اللحظة التاريخي المفصلية في تنامي عشق البرازيليين لكرة القدم كانت في حدود عام 1950م وذلك عندما استضافت البرازيل بطولة كأس العالم في نسختها الرابعة وقد تزامن ذلك مع افتتاح ملعب الماركانا الشهير في مدينة ريو دي جانيرو الذي شهد المباريات الافتتاحية والنهائية لبطولة كأس العالم.

وفيما يخص رصد الرحالة والسياح العرب لشعبية كرة القدم في البرازيل نود الإشارة إلى أن أو رحالة عربي وصل للبرازيل هو القاضي العراقي عبد الرحمن البغدادي الذي وصلها عندما انجرفت السفينة التركية التي كان يعمل فيها كإمام للصلاة ووصلت إلى مدينة ريو دي جانيرو عام 1865ميلادي. ولقد أقام ذلك القاضي في البرازيل لعدة سنوات يعلم الرقيق السود فيها شرائع الإسلام الصحيحة ووثق مشاهداته في كتاب حمل عنوان (مسلية الغريب في كل أمر عجيب) وطبعا سوف نجد أنه ذكر من الغرائب أخبار أفعى الأناكوندا الضخمة في نهر الأمازون التي يقال إنها كانت تبلع الثور الكبير. أما أحد أهم وأقدم الرحالة العرب الذين كتبوا عن (الرحلة إلى البرازيل) فهو الرحالة المصري الكبير (محمد ثابت) الذي وصل لها عام 1933م ووثق عنها مشاهداته المطولة في كتابه (جولة في ربوع الدنيا الجديدة) ويقصد بها قارتي أمريكا الجنوبية والشمالية.

وبالرغم من رصد محمد ثابت للمشاهد المشهورة عن البرازيل مثل جمال شاطئ كوبا كابنا أو تمثال المسيح المخلص المطل على مدينة ريو دي جانيرو وكذلك حقول أشجار البن بل وحرق الأطنان منها حتى لا يرخص سعر القهوة إلا أنه لم يشر لكرة القدم ربما لأنها كانت في بدايتها. وكذلك الرحالة والسفير التونسي الرشيد إدريس الذي زار البرازيل في نهاية الستينيات من القرن الماضي وبحكم عمله الدبلوماسي اهتم في كتابه عن أدب الرحلات (من باب سويقة إلى مانهاتن) في توثيق زيارته وإعجابه بالعاصمة الجديدة للبرازيل مدينة برازيليا. وكذلك عميد الرحالة العرب الشيخ محمد العبودي كانت أول زيارة له للبرازيل في عام 1970م ثم تكررت زياراته لها وبالرغم من أنني قرأت أكثر من كتاب له عن رحلاته للبرازيل، ولكن يبدو أنه بسبب مركزية اهتماماته الدعوية لم يوثق مشاهد عشق البرازيليين لكرة القدم.

وهذا يقودنا إلى أهم سائح عربي رصد الغرام والهيام البرازيلي بكرة القدم ونعني بذلك الأديب والرحالة المغربي أحمد المديني الذي زار البرازيل في عام 2006م وألّف كتاب عن رحلته بعنوان (أيام برازيلية). وعند حديثه عن ألوان العلم البرازيلي ونجومه زعم أحمد المديني أن عليه خمس نجمات (في الواقع هي 26 نجمة صغيرة) ثم قال (أظنها لفوز البرازيل خمس مرات بكأس العالم .. وحيث الصبي يخرج من بطن أمه وهو يقذف بالكرة). وعندما زار مدينة سلفادور وهي العاصمة القديمة للبرازيل زار فيها أحد أحياء الفقراء ومدن الصفيح التي تعرف في البرازيل باسم (الفافيلا Favela) وهنالك شاهد جمع من الأطفال الصغار يلعبون كرة القدم وكلهم كان يرتدي قميصا يحمل رقم 9 وهو رقم اللاعب الأسطورة رونالدينو الذي كان أشهر لاعب في مطلع عصر الألفية. الطريف في الأمر أن أحمد المديني كان من المفترض أن يسافر بالطائرة من ريو دي جانيرو إلى مدينة سلفادور في يوم 9 يوليو من عام 2006 لكنه أجل سفره لليوم التالي لأن ذلك اليوم حسب وصفه كان (يوم القيامة الكروي) بمعنى أنه يوم المباراة النهائية في كأس العالم 2006 بين فرنسا وإيطاليا ولهذا وبسبب عشق البرازيليين لكرة القدم اعتبر ذلك اليوم غير صالح للسفر !!. أتوقع أن الرحالة المغربي أحمد المديني أفضل من رصد وعبر عن عشق أهل البرازيل للساحرة المستديرة كرة القدم عندما قال إن الشعب البرازيلي تؤثر فيه (ثلاثة نواميس) هي: الطقوس الكاثوليكية وموسيقى رقصة السامبا وعشق كرة القدم.

ونختم فقرة السياح العرب مع رياضة كرة القدم البرازيلية بالإشارة إلى أن الرحالة السعودي فهد الأحمدي في كتابه الماتع والمميز (حول العالم في 80 مقالاً) تطرق إلى أنه زار مع أولاده وأسرته ملاعب أندية ميلان وبرشلونة ومدريد وبالرغم من أن له في ذلك الكتاب أكثر من مقال أو صورة عن البرازيل إلا أنه لم يشر إلى أنه زار ملعب الماركانا في مدينة ريو دي جانيرو. من ناحية السياحة الرياضية ومن جانب إثبات غرام الشعب البرازيلي بكرة القدم ربما لا يوجد أفضل من زيارة ملعب الماركانا وذلك لأنه الملعب الذي شهد الرقم القياسي لأكبر عدد جمهور (أكثر من 194 ألف مشجع) حضر مباراة نهاية دوري عام 1963م كما تشير الإحصائيات إلى أن هذا الملعب شهد حضور حوالي 150 ألف مشجع في 26 مباراة مختلفة. ولهذا عندما وصلت هذا الأسبوع إلى مدينة ريو دي جانيرو مع زملاء السفر الكرام الأستاذ فهد أبو عوه والدكتور عبدالكريم الخليفي كان من أبرز برنامج الرحلة السياحية زيارة ملعب الماركانا ودخوله والتقاط الصور. وبحكم إنني وهؤلاء الرفق الكرام كنا قادمين إلى البرازيل بعد زيارة مدينة لندن والتصوير مع ملعب ويمبلي الشهير وبعد أن لعبنا بكرة القديم في حديقة الهايد بارك اللندنية المشهورة ولهذا حرصت على شراء كرة قدم والسفر بها من مهد كرة القدم إلى أرض كرة القدم. وكما فعل قبلي بحوالي 131 سنة الشاب الإنجليزي تشارلز ميللر عندما أحضر معه من بريطانيا أول كرة قدم ولعب بها في حارات مدينة ساو باولو وبحكم أن دخولنا للبرازيل كان عن طريق مدينة ساو باولو لهذا كان من جدول السياحة الرياضية أن نلعب مباراة كروية قصيرة في ساحة (تشارلز ميللر) في وسط مدينة ساو باولو. الجدير بالذكر أن تلك الساحة التاريخية تقع بالقرب من ملعب باكايمبو والذي يقع فيه (متحف كرة القدم) وبحكم أن مدينة ساو باولو هي أول مدينة برازيلية عرفت كرة القدم لهذا لا عجب أن نجد أن ذلك المتحف الرياضي أقيم في هذه المدينة البرازيلية بالذات. وبمناسبة ذكر متحف كرة القدم البرازيلية في ساو باولو وبحكم أن بداية هذا المقال كانت في مدينة مانشستر لذا تجدر الإشارة إلى أحد أهم المتاحف الرياضية العالمية هو المتحف الوطني لكرة القدم الإنجليزية والموجود في مدينة مانشستر بينم للزائر والسائح لسويسرا ينصح في حال المرور على مدينة زيورخ تخصيص وقت لزيارة متحف الفيفا لكرة القدم (FIFA Museum).

ومن مدينة ساو باولو إلى مدينة ريو دي جانيرو والتي ينقل عن عميد الرحالة العرب الشيخ العبودي قولة في أكثر من مناسبة بأنها أجمل مدينة في العالم. وهي بالفعل كذلك وأشهر ما في هذه المدينة شاطئها المميز الجميل (كوبا كابانا) والذي دائما ما تجد فيه من يلعب كرة القدم وهذا ما قمت به مع رفقاء الرحلة البرازيلية مستخدمين نفس الكرة التي أحضرناها من بريطانيا وبهذا عشنا مشاعر عشق أهل البرازيل للساحرة المستديرة. وبحكم أن رحلتنا للبرازيل كان تشمل زيارة شلالات إيجوازو وهي أضخم الشلالات في العالم وبالقرب منها المنطقة الحدودية الثلاثية بين البرازيل والأرجنتين والأورغواي ولهذا لم تتح لنا الفرصة لإكمال سياحتنا الرياضية في البرازيل لزيارة متحف بيليه في مدينة سانتوس التي ولد فيها وإن كنت شخصيا اكتفيت بالجولة الشيقة في متحف بيليه المصغر داخل ملعب الماراكانا.




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق