الاثنين، 20 مارس 2023

( هل الكارثة من شدة الزلازل أم من انهيار المنازل )


 

د/ أحمد بن حامد الغامدي

 سبحان الله ما أعظم قدرت الله ولهذا لحكم يعلمها الله وجدت الزلازل. ولذا علماء الشرع يقولون إن من حكم الزلازل (بيان ضعف العباد وعجزهم) ولا أدل من أن البيوت والأكنان والملجأ الذي يسكن فيه الانسان قد يكون في لحظة ما سبب هلاكه.

بينما أهل علم الزلازل والكوارث الطبيعية لديهم قاعدة ومقولة عامة مشهورة تقول (الزلازل قد لا تقتل بحد ذاتها ولكن البيوت المنهارة هي التي تقتل). ولعل حال أهلنا في الشام في مخيمات إدلب خير شاهد فعدد الإصابات في أهل الخيام أقل بكثير من أهل العمائر.

الزلزال الأليم الذي أصاب تركيا وشمال سوريا اليوم بلغت درجته 7.9 قد تسبب حتى الآن بمقتل وإصابة عشرات الآلاف وغالبا سبب كثرة الضحايا راجع للعدد الهائل في المباني المنهارة. في حين أن أقوى زلال في التاريخ وهو الذي ضرب دولة تشيلي عام ١٩٦٠ وبلغت درجته رقما مرعبا 9.5 ومع ذلك عدد القتلى كان منخفضا بشكل مذهل حيث بلغ ٤٠٠٠ شخص فقط بسبب أن أغلب المنازل كانت خشبية وصغيرة الحجم في ذلك البلد الفقير.

وتقريبا في نفس السياق الزلزال الهائل الذي أصاب ولاية ألاسكا الأمريكية عام ١٩٦٤ وبدرجة 9.2 ومع ذلك لم يحصد من الأرواح إلا ١٣١ شخصا لنفس سبب البيوت الخشبية الصغيرة. أمر آخر فيما يتعلق بزلزال الاسكا أنه وقع في منطقة خالية بشكل كبير من السكان ولهذا انخفض مستوى الكارثة بشكل ملموس. قارن ذلك مثلا بالزلزال الأليم الذي وقع في الصين ١٩٧٦ وبالرغم من أنه زلزال ليس بالغ الشدة ( درجته 7.8 ) إلا أنه يقال إن عدد القتلى بلغ حوالي٨٠٠ ألف شخص ولا حول ولا قوة إلا بالله بسبب سقوط المنازل على الضحايا.

 وختاما أهل التصوف والزهد ربما فضلوا الستور (أقمشة الخيام) على القصور وأنها أكثر (طمأنينة) وسبحان الله هذا ما لمسناه من زلزال اليوم. والله يرحم ويغفر لمن قتل وتوفي من أهلنا في تركيا والشام والله يعجل بشفاء الجرحى والمصابين ويلطف بالمشردين والمفجوعين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق