الأحد، 10 ديسمبر 2023

( 7 دروس من تاريخ المقاومة )

د/ أحمد بن حامد الغامدي

 منذ فجر الزمن كانت الحرب أحد أقدم الأنشطة البشرية وكأن التاريخ الإنساني عبارة عن سلسلة من الحروب المتواصلة وأحد جوانب الصراع هو رد العدوان ومقاومة الاحتلال. وعلى النقيض من استبشاع الحرب والعدوان قيل الكثير عن مديح المقاومة والنضال في سبيل الحرية لأن الطغيان والاستبداد ينتشر ويستفحل إذا لم يقاوم ولهذا قال المفكر الإنجليزي توماس باين منظر وعرّاب الثورة الأمريكية (إن قوة وقوام الاستبداد تكمن بالكامل في الخوف من المقاومة).

ومع ذلك يحصل أحيانا مع الكلفة العالية التي يجب ان تدفعها الشعوب لتسديد فاتورة المقاومة أن يظهر الخلاف حول الموقف من المقامة من ناحية نقدها أو إنقاذها ودعمها أو الصد عنها. ولهذا كالعادة ربما يحسن العودة إلى التاريخ واستقراء حال ومئال المقاومة في تاريخ الشعوب الإنسانية واستخلاص الدروس والعبر.

 الدرس الأول: المقاومة إرث إنساني منذ فجر التاريخ

منذ تاريخ الإمبراطوريات القديمة زمن الفرس واليونان والرومان كانت الحرب والحرب المضادة (يعني المقاومة) هي مدار التاريخ المشرف لأي أمة أو حضارة إنسانية. وفي كتاب (التاريخ) للمؤرخ اليوناني القديم أبو التاريخ هيرودوت نجده يخصص الثلث الأخير من الكتاب لما يمكن تسميته بالحروب الفارسية وهي تلك السلسلة من المعارك التي وقعت في القرن الخامس قبل الميلاد بين الإمبراطورية الفارسية وبين دول المدن اليونانية. في ذلك العصر كانت الإمبراطورية الفارسية أقوى قوة عسكرية اكتسحت العالم فهذا الملك الفارسي قورش الثاني يهزم الإمبراطورية البابلية في العراق في حين تمكن الملك الفارسي قمبيز الثاني من إزالة حكم الفراعنة في وادي النيل بمصر.

وبالرغم من أن الشعب اليوناني في تلك الفترة الزمنية الصاخبة كان أمة مفتتة ومبعثرة إلا أنه عندما غزاهم الإمبراطور الفارسي داريوس الأول تجمعت الشعوب اليوناني تحت قيادة موحدة من قبل أبطال أثينا وإسبارطة الذين قرروا المقاومة. وكان اتخاذ قرار المقاومة هو الفعل الصائب الذي خلد ذكر اليونان من ذلك الزمان وحتى الآن وذلك بعد أن نالوا النصر تلو النصر في معركة مارثون وما تلها من المعارك الحربية الأشبه بالأساطير من مثل معارك: ثيرموبيلاي وسلاميس وبلاتيا. والدرس الأول من تاريخ المقاومة واضح ومباشر فٌالإمبراطوريات الكبرى مثل البابلية والفرعونية تلاشت تماما من التاريخ بعد الغزو الفارسي لأنها لم تقاوم بالدرجة الكافية في حين أن (شرف المقاومة) رفع قدر الشعوب اليونانية عندما تصدت بحزم وتضحية لجحافل المجوس.

ويمكن الإشارة إلى مثال آخر لتأثير المقاومة في تشكيل التاريخ وإن كان بدرجة أقل فهذه الإمبراطورية الرومانية تبلغ أقصى اتساعا لها في منتصف القرن الثاني الميلادي على يد الإمبراطور الروماني هادريان وسلفه الإمبراطور تراجان ومع ذلك عانت تلك الإمبراطورية العاتية ذات العافية من الإذلال المهين على يد البرابرة في شمال إسكتلندا. على خلاف الأقاليم الكبرى التي وقعت تحت الاحتلال الروماني مثل مصر وقرطاج وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وتركيا (آسيا الصغرى) وما بعدها رفض الشعب الإسكتلندي الأبيّ الاستسلام وصمم على المقاومة وهذا ما تسبب في الإبادة العجيبة للفيلق الروماني التاسع الذي زعموا أنه اختفى في الغابات الأسكتلندية. وهنا نجد أن الإمبراطور هارديان يأمر ببناء (جدار العزل العنصري) وهو ما يسمى سور هادريان الواقع في جنوب إسكتلندا وذلك بهدف صد هجمات القبائل الشمالية من مضايقة المدن الرومانية في شمال إنجلترا.

 الدرس الثاني: للأسف .. لا إجماع في المقاومة

من غرائب الأمور أن بعض المواقف البدهيّة مثل مقاومة المحتل وردّ عدوان المعتدي في بعض الحلات لا يحصل عليها إجماع كلي لأسباب متعددة. عندما غزا نابليون بونابرت الديار المصرية تصدى له أغلب الشعب المصري بالمقاومة الشريفة التي قادها الأزهر الشريف ومشايخ الدين بالرغم من أن المؤرخ المصري الجبرتي أسهب في الحديث عن (المعلم يعقوب) القبطي الخائن الذي تعاون مع الحملة الفرنسية. ونظرا للمقاومة الشعبية والدينية الصادقة لم يطل زمن الاحتلال الفرنسي للديار المصرية إلا حوالي ثلاث سنوات بينما اختلف الوضع كثيرا فيما يتعلق بالاحتلال الإنجليزي لأرض المحروسة. سبب استمرار الاحتلال الإنجليزي للديار المصرية لفترة طويلة بلغت حوالي السبعين سنة أن الحكومة المصرية نفسها انقسمت واختلفت منذ البداية في موقفها من (مقاومة)الاحتلال.

ففي حين حاول الزعيم المصري ووزير الدفاع أحمد عرابي ورئيس الوزراء الشاعر الكبير محمود سامي البارودي مناهضة التدخل الإنجليزي وناضلا على ذلك حتى حصلت الهزيمة الأليمة في معركة التل الكبير، لكن في المقابل نجد أن الخديوي توفيق ومعه بعض الأعيان والضباط يرحبون بدخول الجيوش الإنجليزية للديار المصرية ورضوا بحماية المحتل لهم ضد الثورة العرابية. وإذا كان وزير الدفاع في مصر يرغب في مقاومة الاحتلال الإنجليزي والحاكم العام يرفض نجد أنه في تاريخ الجزائر اختلفت الأدوار ففي أوائل عام 1831م وبعد أشهر من الاحتلال الأثيم الفرنسي لأرض الجزائر الحبيبة بدأ بعض الأعيان ورجال الدين في الحث على المقاومة والجهاد. وهنا نجد تكرار ظاهرة الانقسام الشنيعة فمثلا والي الغرب الجزائري محمد بن العامري يرغب في مقاومة المحتل بينما قائد العسكري في مدينة مستغانم إبراهيم بوشناق يعارض ذلك ويتواصل سرا مع قائدة الجيش الفرنسي الغازي. وبمثل هذه الانقسامات والحزازات وهي كثيرة في العديد من الأقاليم الجزائرية في ذلك العصر، لذا امتد الاحتلال الفرنسي للجزائر لمدة 130 سنة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 الدرس الثالث: قد تتعدد فصائل المقاومة بل قد تتناحر

من يستقرئ تاريخ الحروب وحركات المقاومة والنضال ضد الاحتلال الأجنبي يمكن أن يرصد بسهولة أنه بالإضافة للاختلاف حول جدوى المقاومة من عدمها يقع كذلك أن المقاومة نفسها قد تتشعب وتتشرذم إلى عدد كبير من الفصائل والأحزاب والتيارات. ومن ذلك مثلا أن المقاومة الفرنسية للاحتلال النازي لفرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية قد انخرط فيها ما يقارب النصف مليون ثائر ولهذا كان من المتوقع بل والمحتم ألا تكون المقاومة الفرنسية على قلب رجل واحد. بل أن حركة المقاومة التي كان يقودها الزعيم الفرنسي البارز تشارلز ديغول كانت في الأصل منقسمة إلى ثلاث فصائل وهذا فضلا لوجود حركات مقاومة فرنسية أخرى ذات خلفية فكرية شيوعية أو اشتراكية. وكما هو متوقع فإن فصائل المقاومة الفرنسية المختلفة هذه كانت تعمل بشكل مستقل وبعضها قد ينشط في مناطق جغرافية منفصلة وأحيانا قد يحصل احتكاك وتصادم بينها في آلية المقاومة المناسبة والمقبولة. فجماعة ديغول المناضلة كانت تعترض بشدة على مقاومة الحزب الشيوعي بحجة أنها تبالغ في المقاومة عبر الأعمال التخريبية sabotage بينما الشيوعيين كانوا يلمزون المقاومة الديغولية بأنهم صبيان مترددون يفتقرون للشجاعة والإقدام.

 الدرس الرابع: المقاومة قد تطيش وترتكب الجرائم

بسبب الهمجية والعنف التي تسببت فيها القوات النازية أثناء الحرب العالمية الثانية خصوصا في الراضي الروسية حيث قتل أكثر من أربعة ملايين جندي سوفيتي وحوالي تسعة ملايين من المدنيين كما أجرم النازيون في اغتصاب مئات الآلاف من النساء والفتيات الروسيات. ولهذا لا عجب أنه بعد مقاومة الشعب الروسي للاحتلال النازي لبلادهم وتغير مسار معارك القتال في نهاية الحرب العالمية الثانية عندما وصلت قوات الجيش الأحمر الروسي إلى العاصمة الألمانية، لا عجب أن نجد بعض المراجع التاريخية تستبدل عبارة (احتلال برلين) من قبل الجنود الروس بعبارة (اغتصاب برلين). من المحتمل أنه بعد سقوط النظام النازي في ألمانيا فقد تلا ذلك قيام الجنود الروس باغتصاب حوالي 2 مليون امرأة ألمانية لدرجة أنه يقال لم تبق طفلة ألمانية أكبر من سن الثامنة أو عجوز أقل من سن الثمانين لم يتم اغتصابهن في برلين.

ومن هذه المأساة الكبرى لنساء الألمان نرحل عبر التاريخ ونقفز فوق الجغرافيا لنصل إلى القارة الهندية في منتصف القرن التاسع عشر لنرصد مشاهدة مقاومة الجالية المسلمة للاحتلال الإنجليزي لديارهم ومقدراتهم. والقصة تطول ولكن ما نود الإشارة له أنه في آخر شهر يونيو من عام 1857م وأثناء أحداث ما عرف في كتب التاريخ باسم (التمرد الهندي) وهي بواكير حرب الاستقلال الأولى، قام فوج من المتمردين الهنود المسلمين بحصار كتيبة عسكرية بريطانية. وفي ظروف معينة استطاع المقاومين الهنود من عزل عدد كبير من نساء وأطفال الإنجليز بلغ عددهم أكثر من 120 ولكن عندما حصلت محاصرة المتمردين قاموا للأسف بقتل جميع أولئك النسوة والأطفال ثم تخلصوا منهم برميهم في بئر في مدينة كانبور في شمال الهند.

 الدرس الخامس: أحيانا فاتورة المقاومة باهظة ومؤلمة

تذكر كتب التاريخ أن الإسكندر المقدوني الذي هزم الإمبراطورية الفارسية في العراق وأحتل عاصمتها مدينة بابل وسيطر بالكامل على أرض الفراعنة لدرجة أنه بنى له معبدا خاصا في قدس أقداس معبد الكرنك بالأقصر ووصل إلى تخوم بلاد الهند اشتط في فترة سابقة على جرأة مقاومته من قبل سكان مدينة ساحلية صغيرة في لبنان. في حدود عام 332 قبل الميلاد حاول سكان مدينة صور مناوشة ومقاومة الجيش الجرار من أهل اليونان ومقدونيا وهي مهمة انتحاريه ولكن يكفيهم منها شرف المحاولة والمقاومة. ولذا كانت فاتورة المقاومة كانت عالية التكاليف جدا فقد قتل الإسكندر وجنوده حوالي 6000 رجل داخل المدينة وصلبوا حوالي 2000 من أهل صور على الشاطئ في حين تم بيع حوالي 30 ألف شخص كعبيد.

وذاك ما كان في الزمن البعيد وأما في الزمن القريب فيكفي أن نشير أنه أثناء الحرب العالمية الثانية احتلت العديد من الدول وبالرغم من هامشية الجزر اليونانية في مسار أخبار تلك الحرب المهلكة. ولكن عندما حاول ثوار اليونان أن يقاوموا الاحتلال النازي الألماني الهتلري والفاشي الإيطالي الموسيليني تعرضت الأمة اليونانية لكارثة كبرى. تشير التقديرات إلى أن ثمن المقاولة اليونانية لاحتلال دول المحور كان فاجعة إعدام حوالي 70 ألف يوناني والتدمير التام لحوالي 879 بلدة مما تسبب في تشريد أكثر من مليون شخص بريء.

 الدرس السادس: فشل المقاومة قد يعني خلود ذكر البطولة

نظرا لشرف النضال والتضحية ليس من المستغرب أن نجد أن الهزيمة في المعركة والفشل في المقاومة غالبا ما يكون ذلك سببا للذكر الحسن والثناء الجميل والخلود في صفحات التاريخ. ربما لو انتصر المجاهد الليبي الكبير عمر المختار في نضاله ومقاومته للاحتلال الإيطالي لبلده، ربما لم يكن له نفس درجة الصيت والمجد المستمر حتى الآن. والمعنى أن الفشل مع بذل الأسباب ربما يكون هو سبيل دوام المجد والمديح كما حصل مع تخليد شاعر النيل أحمد شوقي لنضال وجهاد جيش المجاهدين الليبيين عمر المختار عندما رثاه ونعاه بتلك القصيدة الشعرية الخالدة.

ومن مقاومة أهل ليبيا للاحتلال الإيطالي إلى مقاومة أهل الشيشان للغزو الروسي الغاشم ومن تخليد قصيدة أحمد شوقي للمجاهد عمر المختار إلى تخليد الأديب الروسي تولستوي لنضال ومقاومة المجاهد الشيشاني الكبير الحاج مراد.

في زمن القيصر الروسي نيقولا الأول وذلك في منتصف القرن التاسع عشر شنت الإمبراطورية الروسية القيصرية حملة كاسحة لاحتلال أرض الإسلام في بلاد القوقاز وأقاليم آسيا الوسطى وهنا حاولت بعض الشعوب الإسلامية المقاومة كما هي الحال مع شعوب الشيشان وتركستان وداغستان. ولكن للأسف فشلت تلك المقاومة والجاهد ومع ذلك أعجب الأديب الروسي تولستوي بقصة نضال وبسالة المجاهدين المسلمون من مثل المجاهد الإمام شامل الداغستاني والحاج مراد الشيشاني وغيرهما وقد كانوا هم أبطال الرواية التاريخية الشيقة (الحاج مراد) التي كتبها تولستوي. وبالإضافة لتخليد تولستوي لنضال ومقاومة لمجاهد الحاج مراد نجد أن الأديب والشاعر الداغستاني الكبير رسول حمزتوف في روايته الخالدة (داغستان بلدي) قام كذلك بتخليد ذكرى كبار المجاهدين من أمثال الشيخ شامل والحاج مراد والشاعر أبا طالب الداغستاني.

 الدرس السابع: المقاومة الفلسطينية دروس لا تنتهي

نحن اليوم في يوم السبت وبعد مرور أسبوع بالتمام من لحظة انطلاق عملية (طوفان الأقصى) في ترقب عصيب لعواقب ومائلات الانتفاضة المتجددة للشعب الفلسطيني الأبي والمناضل. وإذا كانت الدروس المستخلصة من تاريخ مقاومة الشعوب والأمم متعددة وعرضنا منها حتى الآن ستة دروس فقط فلقد كان المقصود طرح الفكرة وليس الالتزام بالاستقصاء التام. ومع هذا نلخّص ما سبق أن ذكرناه بأن جهاد المقاومة في (أرض الرباط والنضال) في أكناف بيت المقدس يشمل على كل محطات العبور والعبر والدروس في تاريخ المقاومة. فقدر أهلنا في أرض فلسطين منذ فجر التاريخ الصراع والقتال مع الإسرائيليين والحرب دول بيننا بينهما وإن كان الحق والنصر لهم في القديم الغابر والحق والنصر لنا في المستقبل القادم. وللأسف كما ذكرنا لا يوجد إجماع دائم حول خيار المقاومة وهذا ما انعكس اليوم في أشنع صورة عندما بدأ البعض يرفع عقيرته بكل وقاحة (فلسطين ليست قضيتي). وأما وقد قررنا بعد استقراء بعض الأمثلة التاريخية أن حركات المقاومة كثيرا ما تتشظى وتتعدد بل وتتناحر ولذا ربما مصيرنا المرير أن نقبل المقاومة الفلسطينية على علاتها من تعدد الفصائل مع محاولة بذل الجهد لتقليل تلك الاختلافات.

قد نقبل على مضض تعدد فصائل المقاومة ولكن من غير المقبول على الإطلاق أن تطيش المقاومة وترتكب جرائم لا تقرها أخلاقيات الإسلام في زمن القتال أو ما توافق عليه العقلاء من البشر من قواعد الاشتباك أثناء الحروب ومع ذلك ولله الحمد المقاومة الفلسطينية نظيفة الثوب في هذا الشأن. وإذا كانت تلك هي الدروس الموجهة للمجاهدين والمقاتلين فإن الدرس الصعب لبقية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال أن عليهم الصبر فكل الشعوب المقاومة عبر التاريخ دفعت فاتورة باهظة ونسأل الله العلي القدير أن كان الله في عون أهلنا في فلسطين. والدرس الأخير لإخوتنا المجاهدين في ساحات القتال هي البشارة بأن لهم إما النصر والعزة أو الشهادة والمجد وأنه حتى ولو فشلت مقاومتهم مؤقتا فلهم الذكر الحسن في سجل الخالدين من الأبطال.

كلمة أخيرة هي أنه منذ زمن الإمبراطورية الرومانية ورجال السياسة وأهل الفكر في العالم الغربي والشعوب الأوروبية يحفظون عن ظهر قلب المقولة التالية باللغة اللاتينية (si vis pacem, para bellum) والتي تعني بالعربي الفصيح (إذا أردت السلام، استعد للحرب) ويمكن تحويرها قليلا لخاطر أهلنا في فلسطين (إذا أردت السلام فكن مستعدا للمقاومة).

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق