د/ أحمد بن حامد الغامدي
عندما تم اتهام ضابط المخابرات البريطاني كيم فيلبي (ولد جون فليبي أو الحاج عبدالله فيلبي) في عام 1963م بأنه عميل مزدوج وجاسوس للاتحاد السوفيتي وذلك بعد انشقاقه وفراره إلى موسكو والتي عاش فيها حتى وفاته، حاول كيم المدافعة عن نفسه بمقولته المشهورة (لكي تخون، عليك أولاً أن تنتمي، وأنا لم أنتمي قط). في الواقع تلك المرافعة البلاغية التي تفوه بها الجاسوس كيم فيلبي هي عبارة محيرة وربما متناقضة فهل كيم فليبي يعترف أنه بالفعل خائن ولم ينتم قط للمجتمع البريطاني الذي لم يولد فيه أصلا ونفر منه منذ أن اعتنق الأفكار الاشتراكية في شبابه، أم على العكس كيم فيلبي يقول إنه ليس بخائن حتى وإن كان جاسوسا فهو لم يخن بلدا أو شعبا يشعر بالانتماء له. على كل حال، في عالم الجاسوسية والتشفير كثيرا ما تستخدم الكلمة الإنجليزية enigma والتي من ترجماتها: الشخص الغامض أو الأمر المحير واللغز وكذلك تترجم إلى المعضلة أو المتناقضة paradox وهي أمور وأوصاف موجودة في مسيرة حياة كيم فيلبي الغامضة.
وبعيدا عن هذه الفذلكة اللغوية المحيرة ربما
يحسن أن نشير إلى أن كيم فيلبي الذي ولد في الهند عاش فترة من زمن مراهقته بين
البدو في الجزيرة العربية وكما هو معلوم طبع الخيانة مذموم جدا عند البدو لدرجة
أنهم يقولون (الخاين يخون الله) ولهذا أشهر خائن في التاريخ العرب ظل قبره لعقود
من الزمن وهو يرجم بالحجارة. وتلك هي قصة أبي رغال رمز الخيانة والخسة لدى العرب
وذلك لأنه أعان المحتل الأجنبي وأصبح عميلا وخادم له والقصة التراثية تقول إن أبا
رغال كان هو الدليل لأبرهة الحبشي وجيشه الجرار ومرشدهم إلى طريق مكة والبيت
الحرام. ولشنيع خيانته (وعدم انتمائه) لمجتمعه العربي وتعاونه مع العدو كان العرب
في الجاهلية وبعد انتهاء مناسك الحج يمرون على قبر أبي رغال ويرجمونه بالحجارة. وقبل
أن نغادر خبر خائن العرب الأكبر أبي رغال الذي يستحق الضرب بالنعال وبالرغم من
وضوح خيانته وكونه لا منتمي لأمته العربية ومع ذلك ربما (المعضلة) أنه قد يكون من
جانب ما منتمي ومخلص لقبيلته الخاصة. تقول بعض الروايات التاريخية أن أبرهة الأشرم
عندما وصل لمدينة الطائف خرج له كبير وشيخ قبيلة ثقيف مسعود بن متعب وقال له أيها
الملك إنما نحن عبيدك وليس لك عندنا خلاف وليس بيتنا الذي تريد (يعني معبد صنم
اللات) وإنما البيت الذي بمكة ونحن نبعث معك من يدلك. وبهذا طغى انتماء أبي رغال
لقبيلته وصنمها على انتمائه العربي وحرمة بيت الله المعظم ولهذا وافق على أن يدل
ويرشد أبرهم الحبشي لطريق مكة حتى يتجاوز ويبتعد عن تدنيس حرم ثقيف.
وفي سياق التاريخ كثيرا ما يقرن ويجمع بين
خيانة أبي رغال وخيانة ابن العلقمي فهذا عميل ودليل لأبرهة الأشرم وذاك عميل
ومتخابر مع قائد المغول هولاكو الذي اجتاح مدينة بغداد وأسقط الخلافة العباسية. وعلى
الرغم من أن خيانة الوزير الشيعي ابن العلقمي مشهورة ومشهودة ولا شك فيها ولا
(معضلة) في إثبات خيانته وخساسته، لكن الإشكال فيما يتعلق بالخائن الثاني المدعو
نصير الدين الطوسي وهو الوزير الشيعي والمستشار والمنجم الخاص لهولاكو. في الواقع
أنا أتفق تماما مع التوصيف الذي أطلقه الإمام ابن القيم الجوزية على نصير الدين
الطوسي عندما وصفه بأنه (نصير الشرك ووزير الملاحدة) فهو عريق جدا في الخيانة فقد
خان طائفته الشيعة الإسماعيلية وسهل لهولاكو السيطرة على قلعة آلموت عاصمة
الحشاشين وهو كذلك من حثّ وأشار على هولاكو بتوجه إلى مدينة بغداد للقضاء على
الحكم السني. لا شك في أن نصير الشرك الطوسي هو خائن لا منتمي للعالم السني
والحضارة العربية، ولكن الإشكال والمعضلة أن له دورا ملموسا في تقدم الحضارة
الإسلامية وخصوصا في مجال علم الفلك. ونظرا لتعلق الخان المغولي هولاكو بعلم
التنجيم فهو على عادة قومة كان لا يقوم بأمر كبير إلا بعد أن يستشير المنجمين
ولهذا تقرب إليه الخواجة نصير الدين الطوسي وأقنعة بإقامة وبناء مرصد فلكي ضخم في
مدينة مراغة في الشمال الشرقي لإيران. وفي تاريخ العلم مكانة كبيرة لمرصد مراغة
ومدرسة مراغة الفلكية حيث استطاع نصير الدين الطوسي استقطاب مشاهير علماء الفلك
لها كما أنه استطاع سرقة (والبعض يقول إنقاذ) الآلاف من الكتب العلمية من مكتبات
بغداد قبل أن يتلفها المغول وبهذا استطاع تجميع كتب الفلك والتنجيم وما شابهها
ونقلها إلى مرصد مراغة وبهذا هو من جانب خائن للأمة الإسلامية بينما هو من جانب آخر
له إسهام يذكر ولا يشكر في تقدم الحضارة العلمية العربية.
الصحافة المسمومة والعمالة للمحتل
المساهمة
في الإنجاز الحضاري لا يغسل عار العمالة والخيانة للأجنبي والمحتل ولهذا
وبالانتقال من المغول إلى الإنجليز ومن الشيعي إلى المسيحي ومن تطوير علم الفلك
لتطوير صناعة الصحافة والإعلام. في الواقع لا يهمنا التركيز على أن الصحفي والكاتب
اللبناني فارس نمر عمل في شبابه لفترة من الزمن في المرصد الفكي في بيروت وذلك في
عام 1895م ولكن يهمنا كثيرا الإشارة إلى الدور المهم لفارس نمر ورفيق عمره الأديب
والصحفي اللبناني يعقوب صورف، في ريادة العمل الصحفي العربي وذلك من خلال إصدارهما
لمجلة (المقتطف) في بيروت وذلك في عام 1876م أي فترة زمنية مبكرة من تاريخ الإعلام
والثقافة العربية. المشكلة تظهر أنه بعد سنوات قليلة من الاحتلال الإنجليزي لمصر
تقدم كل من فارس نمر ويعقوب صروف بطلب إصدار جريدة يومية في مصر تحمل اسم (المقطم)
وتشير كل الدلائل التاريخية أن إصدارها في عام 1888م كان برغبة من سلطة الاحتلال
نفسه. ومنذ اللحظات الأول عرفت ووصفت جريدة المقطم المسيحية اللبنانية التي تصدر
في مصر بأنها (جريدة الاحتلال) حيث كانت تحارب في أخبارها وتعليقاتها الخديوي
المصري في ذلك الزمن عباس حلمي الثاني كما أنها كانت تثبط المصريين عن مقاومة
الاحتلال الإنجليزي وتمجد التقدم المزعوم التقني والإداري الذي يوفره المستعمر الأجنبي
ولهذا لا غرابة أنها كانت تحظى بتمويل مادي مباشر ودعم سياسي على المكشوف من
المعتمد الإنجليزي في مصر اللورد كرومر الموصوف زورا وبهتانا بالمندوب السامي.
وشهادة للتاريخ ربما يصح أن توصف علاقة فارس
نمر ويعقوب صروف بالاحتلال الإنجليزي أنها علاقة عمالة ولم تصل لدرجة الخيانة
الصرفة والفجة فالمحتل يحتاج أحيانا إلى من يكون وسيلته (الصوتية) إلى توصيل خطابه
وأفكاره، ومن يتعاون معه في هذا الغرض فهو مجرد عميل أما من يتعاون معه في القتال
بالسلاح والتخابر والتجسس فهو خائن أثيم. قبل الاحتلال الإنجليزي لمصر بحوالي قرن
من الزمان حصل الاحتلال والغزو الفرنسي المشهور بقيادة نابليون بونابرت وهنا مرة
أخرى نجد أن العدو المحتل يحتاج إلى أن يتواصل مع الشعب الذي غزاه وأن يسمعه صوته
ويوصل له أفكاره ولذا كان بحاجة إلى (عميل) من العرب يساعده في هذا المطلب. بعد حوالي
ثلاثة أسابيع من هبوط بونابرت على ساحل مدينة الإسكندرية وذلك في صيف عام 1798م
قام بكتابة وطباعة ونشر ما يسمى (منشور نابليون إلى المصريين). وذلك المنشور هو
عبارة عن ورقة مكتوبة باللغة العربية يحاول فيها نابليون خداع العرب بأنه جاء
لحمايتهم من تسلط المماليك وأنه لا يحارب الدين الإسلامي بدلالة أن خطابه بداء
بالعبارة التالية (باسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله لا ولد ولا شريك له في
ملكة). بقي أن نقول إن العميل الذي كتب هذا الخطاب لنابليون باللغة العربية في
الغالب كان هو القس السوري الأصل الأب أنطوان رافائيل الذي كان مترجما وصديقا شخصيا
لنابليون وهو في الأصل ولد في القاهرة وتلقى تعليمه الديني الكنسي في مدينة روما.
أما الخيانة الصريحة في خدمة الحملة الفرنسية على مصر ومساعدتها بالسلاح وقتال
المصريين فكان وزر من تولها ذلك الخبيث المسمى المعلم يعقوب وهو من أقباط مصر وقد
ذكره المؤرخ الكبير عبدالرحمن الجبرتي بكثير من النقد والقدح فيه وهو يستحق ذلك
فقد تم تعيينه برتبة كولونيل لكي يقود فرقة عسكرية من أقباط مصر ساهمت في دعم
المحتل ضد مقاومة الشعب المصري كما حصل في ثورة القاهرة الثانية ضد الجنرال الفرنسي
كليبر.
من المهازل التاريخية أن البعض يعتبر أن
للحملة الفرنسية على مصر لها دورا هاما في التقدم الحضاري للشعوب العربية بدلالة
أن نابليون كان أول من أدخل المطبعة للمنطقة العربية وكأن أصحاب هذا الرأي يغفلون
أن نابليون أحضر المطبعة معه بهدف نشر الدعاية الصحفية له ولجيشة المحتل. وهذا ما
تكرر بالضبط عند الاحتلال الفرنسي للجزائر فحتى قبل وصول الجيش الفرنسي تم التجهيز
لأن يكون معه مطبعة وهيئة تحرير لكي تصدر جريدة توزع على الشعب الجزائري كانت أولا
تظهر باللغة الفرنسية ثم في عام 1832م صدر لها ملحق باللغة العربية ولاحقا تغير اسمها
إلى صحيفة المرشد. والغريب في الأمر أن الاستعمار الفرنسي استطاع اصدار جريدة
باللغة العربية مناصرة له حمت اسم (المبشر) ويشرف عليها الجنرال الفرنسي أوجين دوما
وقد كان لها صبغة دينية استطاعت من خلالها استقطاب بعض بسطاء التفكير من مشايخ
الدين الجزائريين. ولهذا لاحقا عندما بدأ الأمير عبدالقادر الجزائري الجهاد ضد
الاحتلال الفرنسي كان من ضمن الصعوبات التي واجهته مقاومة بعض الأعيان والمشايخ له
بل إنه تعرض حتى للمقاومة المسلحة من قبل شريحة من المجتمع الجزائري كانت تعرف
باسم كتيبة الزواف. ومع فائق الاحترام والتقدير والإجلال للجهاد الجزائري وحركة
المقاومة الباسلة لذلك البلد الحبيب المشهور بلقب (بلد المليون شهيد) إلا أن ذلك
النضال المشرف عانى في القديم من لطخة سوداء مؤسفة ومحرجة.
من عرب خيانات إلى صهاينة العرب
الشعوب كما الأفراد نجدها تحت الظروف الصعبة
والمواقف العسيرة قد يتخبط سلوك بعض أفرادها أو طوائف منها ولهذا تحت ثقل وقع
الاحتلال قد ينجرف البعض للتواطؤ والعمالة للمحتل خوفا كما قيل من سيف المعز أو
طمعا في ذهبه. ومن المؤسف أن ننبش التاريخ ونعيد التذكير بفضيحة الجماعات المسلحة
التي اشتهرت في الجزائر باسم (الحركي) وهم كتائب من المرتزقة الجزائريين الذين
حاربوا في صفوف جيش الاحتلال الفرنسي ضد المقاومة الجزائرية !!. أعداد هؤلاء
الخونة كبيرة جدا وقد يصل لعشرات الآلاف لدرجة أن الخبيث الحركي الباشاغا بوعلام استطاع
تشكيل جيش من 2000 مقاتل من قبيلة واحدة هي قبيلة الهلالية لكي يساهم مع الجيش
الفرنسي في وأد ومناهضة ثورة التحرير الجزائرية. القارئ العزيز عنوان هذا المقال
(معضلة الخائن اللامنتمي) وفي الواقع خير من ينطبق عليه هذا العنوان أفراد عملاء
الاحتلال الفرنسي من خونة الجزائر من جماعة (الحركي) وقبله بسنوات طويلة أفراد
كتيبة الزواف الذين قاتلوا الأمير عبدالقادر. بعد استقلال الجزائر في عام 1962م
كثمرة لنضال وجهاد ثورة التحرير المجيدة ظهرت (معضلة) الخونة من الجزائريين من
أتباع جماعة الحركي فهم بالقطع لا منتمين للمجتمع الجزائري المناضل ولهذا اضطر الآلاف
منهم للفرار والهجرة إلى فرنسا وما زالت (معضلتهم) قائمة حتى اليوم فهم خونه لا
يؤمن لهم ولهذا لم يتقبلهم المجتمع الفرنسي وأوضاع أبنائهم الآن مزري في فرنسا.
وفي الختام وبعد أن شرقنا وغربنا في
الجغرافيا وبعد أن تنقلنا عبر عصور التاريخ لذا ربما تبين لنا أن ظاهرة (عرب خيانات)
حصلت مع كل غاز ومحتل لترابنا العربي سواء كان جيشا حبشيا أو جحافل مغولية أو
حملات صليبة أو استعمارا أوروبيا وأخيرا ها نحن ذا منذ عقود نعاني من كارثة
الاحتلال الصهيوني الغاشم وكتائب خونة العرب المتعاونين معه. تنتشر هذه الأيام
موجة التخوين بوصف البعض منا بأنهم (صهاينة العرب) وبالرغم من أن ذلك مجرد تنابز
بالألقاب وتوزيع منفلت للاتهامات إلا أنه بالفعل يوجد طوائف من أبناء العرب
لخيانتهم وخستهم هم أحقر وأخطر من الصهاينة الخُلّص. ونقصد بذلك على سبيل المثال
بعض نصارى العرب الذين قاموا بتشكيل مليشيات قتالية بعد انشقاقهم عن الجيش
اللبناني وتسموا بجيش لبنان الجنوبي وكان وظيفة ذلك الجيش الخائن حماية الكيان
الإسرائيلي من الأعمال القتالية للمقاومة اللبنانية المعارضة لاحتلال الصهاينة
لجنوب لبنان. للأسف جيش أنطوان لحد المناصر لإسرائيل الذي بلغ عدده حوالي 6000
مقاتل يقال بأن بعض أعضائه كان من عرب لبنان المسلمين الذين كان لهم خصام وصراع مع
الفصائل الفلسطينية المتواجدة في ذلك الزمن على الأراضي اللبنانية.
كما هو معلوم تم حل جيش لبنان الجنوبي
الخائن في عام 2000م بعد أن انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان ولهذا فرّ وهرب المئات
من أفراد تلك المليشيا إلى إسرائيل كما هرب الآلاف من خونة جماعة الحركي الجزائرية
إلى فرنسا. واليوم يبقى الفصيل العربي الذي يستحق بجدارة وبعار وشنار أن يحمل لقب
(صهاينة العرب) وأقصد بهم شباب طائفة الدروز الذين يعملون في الجيش الإسرائيلي
ويصل عددهم إلى حوالي 7000 خائن درزي. في الواقع أحد أكثر ألوية النخبة العسكرية خطورة
في جيش العدو الصهيوني هو لواء جولاني وبحكم إنه لواء دبابات ومدفعية فقد كان له دور
خبيث في تدمير المدن العربية داخل إسرائيل أو جنوب لبنان. وللأسف جنود وضباط هذا
اللواء ثلثهم من الدروز بل وصل الأمر أن قائد هذا اللواء في حرب إسرائيل على قطاع
غزة عام 2014 كان الدرزي الهالك الجنرال غسان عليان والذي ولله الحمد قتل على يد
كتائب عز الدين القسام أثناء معركة العصف المأكول. وبالمناسبة ما يشفي الصدور ضد
هؤلاء الخونة من جنود جيش لحود أو جيش الدروز أنهم يعانون من معضلة عدم الشعور
بالانتماء لنسيجهم العربي وكذلك عدم التقبل التام لهم في محيطهم الصهيوني.
كلمة أخيرة خونة العرب وعملاء الاحتلال الأجنبي الذين تم استعراض ومضات خاطفة ولمحات سريعة من أمثلتهم في الغالب خدموا وتعاملوا مع المحتل لأن لهم احتكاكا مباشرا به فهم إما يطمعون في ذهبه أو يخافون من سيفه. ومع ذلك ما هو دافع أو مبرر بعض الصهاينة العرب من بيننا الذين يجرمون المقاومة ويناصرون العدو الصهيوني وهم على بعد آلاف الأميال من العدو فلا هو يحتل بلادهم ليخافوا منه ولا هم يستفيدون من ثروته لكي يطمعوا فيه فلماذا يرضون بالعمالة له وكأنما حالهم كما قال الأول: إلا (الخيانة) أعيت من يداويها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق