الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

( قمة العشرين الاقتصادية .. والاستثمار في العدل )


قمة العشرين 2015 في اسطنبول
 
د/ أحمد بن حامد الغامدي
 
قمة العشرين (G-20) هي تجمع اشبه ما يكون بمنتدى اقتصادي أو نادي الكبار من الدول العالمية ذات الثقل الاقتصادي المؤثر.
ما يلفت الانظار أن مجموعة العشرين هذه تشمل عدد من الدول التي كانت وحتى عقود قليلة مضت تعتبر:

أشبه بالدول المنهارة اقتصاديا وذات الديون الخارجية الخانقة مثل البرازيل والارجنتين والمكسيك
 
 
أو الدول الفاشلة صناعيا بسبب حالة الدكتاتورية والفساد الاداري مثل تركيا
 
 
أو الدول القمعية الشيوعية مثل إندونيسيا أحمد سوكانرو وسوهارتو
 
 
أو الدول المشلولة اجتماعيا بسبب التفرقة العنصرية مثل جنوب افريقيا 
 
 
لكن ما الذي تغير في واقع هذه الدول التي كانت على شفير الفشل لتصبح اليوم أعضاء محترمة في نادي الكبار، إن أبرز ما تغير في واقعها هو تحقيق القاعدة الذهبية الخالدة (العدل أساس الملك)
 
 
فبعد أن تخلت هذه البلدان جزئيا عن الظلم والاستبداد والفساد ودعمت ونشرت بدرجة معقولة مبادئ العدالة والشفافية والمحاسبة تغيرت من حال إلى حال وأصبحت في خير مآل. ولعل في قصة المعجزة الاقتصادية لكوريا الجنوبية خير مثال لأولي الالباب والنهى فبعد ان كانت قبل خمسين سنة ثالث أفقر دولة اسيوية واقتصادها أضعف من اقتصاد غانا الافريقية اذا بها ومنذ سنوات تعد عاشر دولة اقتصادية علي المستوي العالم وهذا ما تم الا بحصول تغير في طبيعة الحكم ( وان كان بدء ويا للمفارقة بانقلاب عسكري) ومنهج ادارة الدولة والحرص علي المال العام وتكافؤ الفرص.
 
 
معلومة تخفى على البعض: مجموعة العشرين هي في الواقع 19 دولة فقط بينما تكملة رقم العشرين يحققه وجود منظمة الاتحاد الاوروبي EU ومن وجهة نظري أنه حتى ينطبق أسم مجموعة العشرين بشكل سليم تحتاج أن تضاف لها دولة أخرى.
المحزن حقا أن قارة افريقيا بضخامتها وتاريخها لا تمثلها إلا دولة واحدة فقط هي دولة جنوب افريقيا والدول العربية لا يمثلها إلا المملكة وعلية من المخجل أن جمهورية مصر العربية تغرد خارج سرب المجد والشرف والتاريخ وهذا كله بسبب حكم العسكر القمعي والاستبدادي الذي أهلك الحرث والنسل
 وان شاء الله عما قريب كما تخلصت دول امريكا اللاتينية من حكم العسكر وأغلب الدول الاسيوية من الاستبداد الاشتراكي أن يعجل برجوع مصر المحروسة لموقعها وثقلها الطبيعي كدولة وأمة قائدة ومؤثرة في مسيرة الاسلام.
وختاما صحيح ان مصر هي بلد الازهر ومدينة القاهرة ذات الالف مئذنة ولكن قالها منذ سبعة قرون شيخ الاسلام ابن تيمية أحد اهم رموز السلفية في جميع العصور  (الله لينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة ).
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق