الجمعة، 30 سبتمبر 2016

( تصوير مأساة حلب في روايات الأدب )

رواية أدبية تحكي استمرار تكرار المأساة السورية
 
د/ أحمد بن حامد الغامدي
لي عادة ثقافية (لا حرمني الله منها) تتمثل في حرصي على شراء كتاب أو أكثر من كل دولة أسافر لها وبحكم أني لا أجيد اللغة الفرنسية فقط اجتهدت عند زيارتي الصيف الماضي لمكتبة معهد العالم العربي في باريس أن لا أخرج منها إلا بكتاب (عربي) بالرغم من أنني قد اشتريت عدة كتب تاريخية وسياسية باللغة الانجليزية. الكتاب العربي الوحيد الذي لفت انتباهي كان عبارة عن رواية أدبية لكاتب سوري يدعى (خالد خليفة) وما ميز روايته الفائقة الروعة التي سماها (مديح الكراهية) أنها كانت رابع رواية عربية تم اضافتها لقائمة الميوز (التأمل) List Muse وهي قائمة عالمية مخصصة لأفضل وأهم مائة رواية أدبية في العصر الحديث.
تدور أحداث هذه الرواية عما سماه الكاتب (الصراع بين الاصوليين والسلطة) ويقصد بها الثورة السورية قبل حوالي ثلاثين سنة (الفترة خلال 1979-1982) والتي حدثت مجرياتها الرئيسية في مدينة حلب قبل انتقالها لمدينة حماة المنكوبة وسجن مدينة تدمر الدموي. يبدو  لي أن عنوان هذه الرواية الادبية (مديح الكراهية) كان يهدف إلى توجيه سهام الانتقاد بالتعصب والتشدد ضد التيار الاسلامي (وبالخصوص حركة الاخوان المسلمون في سوريا) وهو أمر غير مستغرب تماما حيث أن الرواية نشرت في عام 2008 ومن مؤلف سوري كتب للتلفزيون السوري العديد من المسلسلات والتمثيليات ولهذا كان لزاما عليه أن يساوي بين الضحية والجلاد بدعوى الرغبة في فضح الفاشية السياسية والدينية كم زعم لاحقا بعد اندلاع الربيع العربي. ما يهمنا من هذه الرواية الادبية أنه في اثناء محاولة المؤلف لتجهيز المسرح السردي لمحاولة فهم البيئة الاجتماعية والظروف السياسية لتشكل ظاهرة التطرف في المجتمع السني في مدينة حلب أحتاج الكاتب أن يسرد وبكثير من التفاصيل كيف (دفع) النظام المجرم لحافظ الاسد المكون السني في حلب وحماة لتبني (الكراهية) ومن ثم الثورة وقتال السلطة.
في الواقع كنت اثناء قراءة هذه الرواية استحضر مباشرة الواقع المرير للمدن السورية ففي السابق كانت سرايا الدفاع (شبيحة الاسد حاليا) تجتاح المدن السورية المذكورة في الرواية وهي نفس المدن المنكوبة التي نسمعها في الاخبار هذه الايام مثل مدن حلب وحماة وتدمر وجسر الشغور وغيرها . كما تصف الرواية الواقع القديم الحديث من الاغتيالات والتعذيب والسجون والاغتصاب وحالة العداء والكراهية المتبادلة بين الطائفة العلوية وبين الطائفة السنية في سوريا. الغريب في الامر أن الرواية خصصت محاور ومساحات متعددة (لتفسير) كيف تحولت شخصيات سورية نسائية ورجالية من أبطال الرواية من حالة المجون والضياع إلى حالة الحشمة والتدين والدعوة وهو ما يمكن مشاهدة في الواقع السوري حاليا في شرائح واسعة جدا من المجتمع السوري السني.
رواية أدبية أخرى (سارعت لاقتنائها وأنا مغمض كما يقولون) لنفس الكاتب (خالد خليفة) صدرت حديثا تؤرخ هي الأخرى لحالة الخراب السياسي والفساد الاخلاقي والاجتماعي التي أفرزها النظام البعثي السوري الاستبدادي لسكان مدينة حلب. تلك كانت رواية (لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة) ومرة أخرى نجد أن أحداث الثمانينات الميلادية والصراع بين النظام الاستبدادي البعثي النصيري والتيار الاسلامي تشكل أحد محاور هذه الرواية (وإن كان بدرجة أقل بكثير من الرواية الاولى) وكيف تسبب ذلك النزاع في انشطار مدينة حلب إلى تكتلات اجتماعية وسياسية مع هذا الطرف أو ذاك. وفي جانب محدود نسبيا تستعرض الرواية الجديدة حالة ارهاب الدولة وحالة القمع التي مارستها على افراد الشعب الاعزل وذلك من خلال سرد انخراط إحدى شخصيات الرواية الاساسية (الفتاة الحائرة والمتمردة سوسن) وكيف أنها أنظمت لمليشيات الجيش النظامي وأصبحت أداة ترويع وتخويف لأفراد الشعب حيث (.. حملت المسدس .. وانتشرت مع زميلاتها في الطرقات يوقفن السيارات وينزعن الأغطية عن رؤوس النساء .. ويبصقن على أي أحد يعترضهن، دب الذعر في المدينة).
ظاهرة أدبية تستحق التنبيه فيما يتعلق بالروايات والاعمال الادبية السورية قبل اندلاع ثورات الربيع العربي هي أن الأعمال الروائية القصصية (المشهورة) للكتاب السوريين محدودة نسبيا حيث أن القطر السوري اشتهر أكثر بمسرحيات محمد الماغوط وسعدالله ونوس والمجال الذي ابدع فيه أدباء الشام أكثر من غيرهم في العصر الحديث كان مجال الشعر كما يتضح من سرد اسماء شعراء كبار من مثل نزار قباني وعمر ابو ريشة ونذير العظمة و أدونيس ويوسف الخال وسليمان العيسى. الغريب في الأمر أن عدد الروايات السورية المشهورة ليس قليلا فقط ولكن ينضاف لذلك أن الروايات المميزة تقع أحداثها في مدينة حلب الشهباء فبالإضافة لروايتي الكاتب خالد خليفة السابقتين الذكر يمكن ذكر رواية رائحة القرفة لسمر يزبك ورواية خان الحرير لنهاد سيريس.
 
الروايات الأدبية السورية بعد الربيع العربي
في واقع الأمر لقد تغير الأمر (فيما يتعلق بعدد الروايات السورية المنشورة) بدرجة كبيرة بعد سنوات الربيع العربي واندلاع الثورة السورية الجديدة فقد ظهر عدد كبير من الروايات السياسية وما يمكن تسميته روايات (أدب السجون) والغالبية العظمى منها تدور أحداثها في مدينة حلب المنكوبة. من ذلك مثلا رواية (عائد إلى حلب) للكاتب السوري عبدالله مكسور والتي نشرت في عام 2013 وتحكي قصة صحفي سوري يحاول إجراء تحقيق إخباري وثائقي عن مجاز النظام السوري ومليشيات الموت التابعة له ضد المدنيين. تبدأ القصة من الواقع المر في مخيمات اللاجئين السوريين في جنوب تركيا ثم ينتقل الكاتب/ الصحفي ويصف كيف تسلل إلى داخل الحدود السورية ليوثق المأساة الجديدة للشعب السوري ليس فقط من اجرام الجلاد الاسدي بشار ولكن من حالة الانقسام والصراع بين بعض فصائل المعارضة السورية وأخيرا تكتمل فصول المأساة عندما يصل الصحفي إلى مدينة حلب وهي تتعرض للقصف والدمار والإبادة البشعة وهنا ندلف (لأدب السجون والمعتقلات) عندما يقع الصحفي في يد شبيحة النظام ويتم اعتقاله وتعذيبه جسديا ونفسيا.
رواية (عائد إلى حلب) يشف عنوانها بعلاقتها بالمدينة السورية المنكوبة حلب لكن قد لا يخطر علي بال أحد أن رواية (ثورة في ميلانو) هي رواية أدبية عن مساقات الثورة السورية (وليس الايطالية) بعد فترة الربيع العربي. وكما كانت رواية (الكرنك) لنجيب محفوظ أبعد ما تكون عن التاريخ والاثار وإنما هي عن اضطهاد وتعذيب الدولة البوليسية لجمال عبدالناصر لخصومه السياسيين فالكرنك هو أسم مقهي في القاهرة تدور فيه أحداث الرواية وعلى نفس النسق في الفضاء الروائي السوري نجد أن (ميلانو) هو الآخر لا يعدو عن كونه  (مقهى) بالقرب من جامعة حلب يكون مسرح أحداث هذه الرواية الحديثة نسبيا والمنشورة قبل سنتين فقط وهي أول رواية للكاتب السوري الحلبي مأمون السليمان. وحذو القذة بالقذة نجد أن هذه الرواية تتشابه مع رواية (عائد إلى حلب) في مناقشتها التصوير الادبي لويلات الاعتقال في سجون مخابرات النظام السوري واستعراض المآسي النفسية والاجتماعية لضحايا المجاز والتعذيب والترويع مع عدم اغفال مشكال الثورة السورية المحزنة بسبب الصراعات بين فصائل المعارضة وتشرذمها أو تلك المتعلقة بمعاناة المهجرين في مخيمات الايواء.
وفي الختام لعله من الملائم الاشارة إلى قيام الروائية والقاصة هيفاء البيطار بكتابة مقاله صحفية ذات عنوان لافت (يكفينا روايات سورية !!) تشير فيه إلى أن عددا من دور النشر العربية بدأت في الفترة الاخيرة تتردد عن طباعة ونشر أي رواية جديدة من الكتاب السوريين (خصوصا إذا كانوا مبتدئين) تتعلق عن الثورة السورية والسبب في ذلك أنه حصل خلال الاربع سنوات الماضية (تدفق) وسيل من الروايات والاعمال الادبية التي تناقش المأساة السورية وأبعاد ثورة الربيع العربي في أرض الشام المنكوبة مما أصاب القراء بالتخمة. وفيما سبق كان محور نقاشنا محصور فقط على استعراض الروايات الادبية المتعلقة بمدينة حلب لكن توجد حاليا تشكيلة من الروايات الادبية الحديثة التي تصور نكبة أهل الشام في مدن أخرى من أهمها وأفضلها رواية (مدن اليمام) للكاتبة ابتسام تريسي والتي تدور أحداثها حول مدينة حماة. بينما نجد ان مدينة حمص خصصت لها رواية (عائد إلى بابا عمرو) للمؤلف السابق الذكر عبدالله مكسور وكذلك رواية الاديبة عتاب شبيب (موسم سقوط الفراشات). في حين أن مدينة دمشق كانت هي مسرح بداية أحداث رواية (طبول الحب) للكاتبة مها حسن في حين لم يكن مستغربا أن تجعل الطبيبة والاديبة السورية سوسن حسن أبنة مدينة اللاذقية من مسقط رأسها مركز أحداث رواية (قميص الليل).
بقي أن نقول أنه في الاسبوع الماضي تم نشر عدد كبير من القصائد الشعرية المتعاطفة مع المآسي السورية المتكررة في مدينة حلب الشهباء وغيرها من المدن السورية المنكوبة ولكن من وجهة نظر أدبية وحتى إنسانية ربما يحتاج الواحد منا قراءة بعض الاعمال والروايات الادبية ليصل (لدرجة الاستيعاب شبه الكامل) للأبعاد الانسانية والنفسية والوجدانية المريعة في ظل الحكم الاستبدادي الاثيم.
 لطالما كان ردي المتكرر لمن يسألني عن سبب اهتمامي بقراءة الاعمال الادبية (قراءة الروايات الادبية .. تثقيف معرفي وليس ترف).


هناك تعليق واحد:

  1. خطبة الشيخ الطيِّب السرَّاج في المجمع اللُّغوي في القاهرة عام 1933
    عندما تحدى أعضاء المجمع وارتجل قصيدته "التجديد"

    الشيخ الطيِّب السرَّاج إِمام اللُّغة العربية في العصر الحديث وسادنها، وهو أول من حمل راية السُّودان في المجامع اللُّغوية، وأول سوداني ينال عضوية المجمع اللُّغوي في القاهرة، الذي كان يُعرف آنذاك باسم “مجمع فؤاد الأوَّل للغة العربية“، وذلك في العام 1933 بعد صدور المرسوم الملكي بتأسيسه في العام 1932.
    ولقد بدأ السرَّاجي مشواره كعضو في هذا الصرح العلمي، ثم ترقى في المناصب حتى اختير رئيساً للجنة التحقيق وإِحياء الكتب القديمة، قبل تقلده مرتبة العضو المراسل في خمسينيات القرن العشرين.
    نهل من معين الشيخ الطيِّب السرَّاج كوكبةٌ من الأعلام، تشكَّلت مداركهم في حضرته، وتهذَّبت ملكاتهم في كنف علمه، فانبثقوا من رحابه إلى فضاءات الفكر والأدب واللُّغة، يَسطعون في سماء الحياة العامة تربية وعلماً بما نالوه من توجيهٍ وعناية. وكان في طليعة هؤلاء النُّجباء من ارتقى في مدارج التأثير، حتى غدا عَلَمًا يُشار إليه بالبنان، وكان من بينهم اللُّغوي الأديب البروفيسور عبد الله الطيِّب، الذي لم يكن تلميذاً نهل من علم السرَّاجي فحسب، بل جليساً للسرَّاج ومجالِساً له في حلقات الفكر والأدب واللُّغة بصالون السرَّاج الأدبي “منتدى الأصالة” الذي كان عضواً فيه، وهو يُعدُّ أول صالون أدبي في السُّودان تأسس في عشرينيات القرن الماضي، وثاني صالون أدبي في الوطن العربي بعد صالون“مي زيادة” في مصر.
    يروي البروفيسور عبد الله الطيِّب في تحقيق صحفي نشرته صحيفة" الرأي العام" عن قصة ترشيح الشيخ الطيِّب السرَّاج للمجمع اللُّغوي، والتي نقلها الكاتب الصحفي المخضرم الأستاذ إِبراهيم دقش، حيث يقول البروفيسور عبد الله الطيِّب:
    “كنتُ ضمن الوفد الذي ذهب إِلى القاهرة لتقديم الشيخ الطيِّب السرَّاج مرشحاً عن السُّودان في المجمع اللُّغوي، وأقمنا في بيت السُّودان، وعشية جلسة الترشيح اتصلت بعميد الأدب العربي الأستاذ طه حسين، وقرأت عليه أبياتاً من قصيدة للسرَّاجي يمدح فيها ملك اليمن وإِمامها، يقول فيها:
    يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمَرْجُوُّ نَائِلُهُ
    وَالْمُسْتَغَاثُ بِهِ فِي مُخْلَفِ الْمَزْنِ
    إِلَيْكَ جِئْتُ مِنَ السُّودَانِ تَرْفَعُنِي
    إِلَى لِقَائِكَ أَشْوَاقِي وَتَخْفِضُنِي
    مُهَاجِرًا مِنْ بِلادِ الشِّرْكِ، لَيْسَ لَنَا
    عَنْهَا مُرَاغَمَةٌ إِلَّا إِلَى الْيَمَنِ
    أَهْلَ الْمَصَانِعِ مِنْ غَمْدَانَ تَحْسَبُهُ
    إِذَا دَجَا اللَّيْلُ سَحَّ الْعَارِضِ الْهَتَنِ

    فقال لي: “إِنَّ الذي يكتب مثل هذا الشعر قد مات واندثر منذ آلاف السنين”، فأجبته: “بل هو حي يرزق، وهو معي في بيت السُّودان، وهو مرشح السُّودان للمجمع اللُّغوي.”
    ولقد شهدت جلسة الترشيح موقفاً لافتاً من الشيخ الطيِّب السرَّاج، حين وجَّه تحدياً علميّاً نبيهاً لأعضاء المجمع، داعياً إِياهم إِلى ذكر ما يعرفونه من أسماء الأسد في العربية. فلم يتمكّن الحاضرون من تجاوز سبعة عشر اسمًا، بينما مضى السرَّاج يُعدُّ بثقة وعفوية، حتى بلغ ثلاثة مائة اسم. ولم يكتفِ بمجرد السرد، بل كان يُثبت كل اسمٍ بما ورد له من شواهد في عيون الشعر العربي، وأخبار العرب وأيامهم، في دلالة قاطعة على سعة اطلاعه ورسوخ قدمه في التراث العربي”
    وقد بهر هذا الموقف الحضور، حتى إِن رئيس الجلسة، عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، طلب منه التوقف، ولم يُخفِ إِعجابه، فقال بظرفه المعهود: “يبدو أن الشيخ الطيِّب السرًّاج قد أبحر بنا في ذاكرته الموسوعية، وكأنه يقرأ من مخطوطة لغوية شعرية قديمة”
    وقد استهلّ السرَّاجي خطبته في المجمع اللُّغوي بأبيات من قصيدته الباذخة “التجديد”، التي عُرفت بين النقّاد برائعة القريض العربي، ويزيد عدد أبياتها عن 500 بيت؛ وقد تناقلت الروايات نسختين من هذه القصيدة: إِحداهما مكتوبة، والأَخرى مرتجلة ألقاها في حضرة المجمع ارتجالاً، فأسرت القلوب بجزالة لفظها وعراقة أسلوبها. وهنا أورد الصيغة المرتجلة لأوائل أبياتها التسعة، إِذ تجلّى فيها ألق البيان، وتوهّجت فيها روح الشعر الأصيل، فانبثقت منها حرارة الخطاب ووهج الرسالة:
    قالوا اسْتَعِيدُوا مَجْدَكُمْ تَجْدِيدا
    لَاقَى الْمُرَادُ مِنَ النَّصِيحِ مَرِيدا
    قَرَعَ الظَّنَابِيبَ الْيَعَاسِيبَ الأُلَى
    يُحْيُونَ فِينَا كُلَّ يَوْمٍ عِيدا
    شَدَّ الْحَيَازِيمَ الْكِرَامَ لِيَبْعَثُوا
    بَعْدَ الْبِلَى لُغَةَ الْجُدُودِ جَدِيدا
    لُغَةَ الْجَحَاجِيحِ، الْوَحَاوِيحِ،
    الْمَصَابِيحِ، السَّمَاةِ جُدُودا
    أَعْنِي الْمَرَازِبَةَ، الْمَلَاوِثَةَ، الْخَلَاجِمَةَ،
    الْخَضَارِمَةَ، الْأَبَاةَ الصِّيْدَا
    مِنْ كُلِّ سَرْدَاحٍ كَهَاةٍ جَسْرَةٍ
    جَلْسٍ عَشُوزَنَةٍ تُؤَوِّدُ الْجُودَا
    كَوْمَاءَ بَادِيَةِ الدُّخَيْسِ دَرْفَسَةً
    كَبْدَاءَ تَنْزِعُ مَشْيَهَا تَهْوِيدَا

    ردحذف